في شهر جمادى الآخرة من هذا العام 1431ه اشتركت في ندوة عن قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية بنادي المنطقة الشرقية بالدمام، وعقب الندوة تشرفت بالحصول على جملة من إصدارات النادي الحديثة، من بينها دراسة علمية بعنوان «ظاهرة القلق في شعر يوسف بن عبداللطيف أبو سعد» من تأليف محمد البشيّر ، وصدرت في عام 1429ه/2008م ، وتقع في نحو مئتي صفحة من القطع المتوسط. والبشيّر قاص وباحث من مواليد الأحساء، وهذه الدراسة أول دراسة تطبع عن شعر يوسف أبو سعد (ت1419ه) حسب علمي، في حين بقيت دراستان مهمتان لصالح المحمود وفوزية الرويشد نالا بها درجة الماجستير في حكم المخطوط إذ لم يطلع عليهما إلا قلة من الباحثين، منهم محمد البشيّر، وهذا أمر يحسب له. ودراسة البشيّر لم تكن لنيل درجة جامعية رغم أنها حظيت بتخطيط جيد ومنهجية مقنعة إلى حد كبير، مع وجود ملحوظات لا تقلل من الجهد المبذول فيها، ومن ذلك: النقص الواضح في توثيق مراجعه في الهوامش، وفي قائمة المصادر والمراجع، واقتصاره في كثير من الأحيان على اسم الكتاب والمؤلف فقط دون عناية بإثبات بقية المعلومات عن المرجع، وفي نقوله من الرسائل الجامعية لم يشر إلى الجامعة والكلية والقسم والتاريخ، واقتصر على عنوان الرسالة واسم الباحث والدرجة العلمية فقط. وفي قائمة المراجع وقع في خطأ نراه يتكرر للأسف في بحوث العديد من طلاب التخرج في الجامعة، وفي بعض بحوث الماجستير، وهو قوله : «المراجع بالترتيب الأبجدي»، في حين أنه يقصد «الترتيب الهجائي» بدليل أن رتّب مراجعه على حروف الهجاء، وليس على الحروف الأبجدية (أبجد هوز ...) ، ثم إنه بعد ذلك أدرج مراجع أخرى، وهي: الشبكة العنكبوتية، والنسخ الإلكترونية، والدوريات دون أن تخضع لأي منهج، ولم ترتّب ترتيباً هجائياً كما هو حال الكتب، وهذا يعد خللاً في المنهج. ومما يلاحظ في قائمة مراجعه الإشارة إلى أن بعض الكتب لم تطبع وهي مطبوعة، ومن ذلك كتاب الدكتور خالد الحليبي «روميات أبي فراس الحمداني» المطبوع في عام 1428ه في نادي المنطقة الشرقية الأدبي، أي قبل عام من طباعة كتابه. ومما يمكن أن يؤخذ على المؤلف اعتماده على مراجع عن شعراء آخرين مثل غازي القصيبي والاستفادة من الأحكام عن شعره وتوظيفها في تحليل شعر يوسف أبو سعد؛ بحجة أنهما من المدرسة الرومانسية، وهذا في نظري عمل لا يتفق والبحوث العلمية الجادة. [email protected]