كثير من شبابنا، يملكون الأحلام والطموح، لتنفيذ أي مشروع كان، بلا تخطيط أو دراسة، بلا خبرة أو معرفة، فالهاجس الذي يشغل أذهانهم، ويعكر صفو أحلامهم، هو رأس المال، ففي تصورهم الخاطئ، رأس المال هو العائق، هو التجارة، هو النجاح. لا ننكر أهمية رأس المال، ولكن يجب أن نعترف بسوء فهمنا لدوره في التجارة، فبمجرد حصول أحدهم على السيولة المالية، فإنه على استعداد لدخول أي مشروع يقابله، فلو قلت له أن المغاسل مربحة، تجده معك على الخط، وإن قلت له عليك بالمطاعم، طأطأ برأسه مستجيباً لك، لكن إن سألته: ما هي خططك التجارية؟ ومن سيدير مشروعك؟ لن تحصل على إجابة، لأنه مستعد أن يدفع، يجهز، يستقدم، وبعد ذلك ينام، وينتظر تحقيق الأحلام، ليتفاجأ وبعد إنجاز مهامه، التي يراها استثنائية، بأن رواتب العمال تراكمت، دخل المحل ضئيل، الإيجار باقٍ عليه شهران! فيستيقظ من سباته، وتأتي النهاية المتكررة، يتجه لأقرب خطاط، ويطلب منه أن يكتب له على قطعة قماش (متر في مترين) عبارة: (للتقبيل لعدم التفرغ)، ويقول حينها: التجارة صعبة، وتحتاج شطارة. للأسف أن أغلبنا مستعد لكل شيء إلا أن يباشر أعماله بنفسه، ويغيب عن أذهاننا أن من أكبر عوامل ومسببات النجاح الإدارة الذاتية للمشروع، بعد تخطيط ودراسة مستوفية، فها هو «مايكل أميس» يعرض في كتابه «إدارة المشروعات الصغيرة» عدة أسباب لفشل المشاريع الصغيرة، نذكر منها: قلة الخبرة، نقص رأس المال، الموقع غير المناسب، الاستخدام الشخصي لأموال المشروع، ونضيف عليها: عدم مباشرة الأعمال ومتابعتها. عزيزي الشاب: إن أردت أن تنجح يجب أن تخطط، يجب أن تفهم، يجب أن تعمل. تويتر : a.alquaid@ إيميل : [email protected] [email protected]