طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الأربعاء من الرئيس الصيني (هو جينتاو) دعم بكين قبل تصويت مرتقب في مجلس الأمن. على مشروع قرار اعده الأميركيون والأوروبيون ويهدد النظام السوري بعقوبات فيما من المرجح ان تستخدم روسيا والصين حق النقض ضده. وقال بان كي مون بعد لقاء عقده في بكين مع الرئيس الصيني "آمل بصدق ان يكون اعضاء مجلس الأمن متحدين وان يتحركوا". واضاف "شرحت مدى خطورة الوضع الان وشاطرني كل القادة في الصين وجهة نظري بان الوضع خطير جدا". ويصوت مجلس الأمن الأربعاء على مشروع قرار قدمه الاوروبيون (فرنسا والمانيا وبريطانيا والبرتغال) والولايات المتحدة يهدد النظام السوري بعقوبات اقتصادية في حال لم يتوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة ضد المعارضة، كما يمدد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا 45 يوماً. واعلنت روسيا بوضوح انها ستستخدم حق النقض ضد النص فيما يمكن ان تقوم الصين بالمثل. وقال دبلوماسيون ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث مع نظيره الصيني هو جينتاو في نهاية الاسبوع الماضي. واتفق الطرفان على معارضة مشروع القرار الذي يدعو الى فرض عقوبات جديدة. وكانت الصين، الدولة الدائمة العضوية في مجلس الامن، استخدمت مرتين مع روسيا حق النقض لوقف مشروعي قرار في مجلس الامن ينددان بالنظام السوري. وقال بان كي مون للصحافيين "لا يمكننا المضي على هذا النحوا" مضيفاً "لقد قضى الكثير من الناس خلال هذه الفترة الطويلة". وتابع "آمل ان يتمكن اعضاء مجلس الأمن من اجراء مباحثات بشكل ياخذ بالإعتبار الوضع الملح، والقيام بعمل جماعي يظهر وحدة الصفّ". وعبر بان كي مون خلال محادثاته في الصين عن امله في ان يوافق المجلس على سبيل للمضي قدما يوقف العنف ويتيح للسوريين بدء حوار سياسي يؤدي الى انتقال بقيادة السوريين انفسهم، كما قال متحدث باسم الأممالمتحدة. وقد أوقعت أعمال العنف في سوريا أكثر من 17 الف قتيل منذ بدء الإنتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد قبل 16 شهراً بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتأتي زيارة الأمين العام للأمم المتحدة الى الصين، في وقت أعلن فيه الجيش السوري الحر الثلاثاء انه بدأ "معركة تحرير دمشق". وكان بان كي مون حث الصين السبت على "استخدام نفوذها" لفرض تنفيذ خطة الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي آنان. وبيان مجموعة العمل حول سوريا الذي ينص على انتقال سياسي في دمشق، خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي. وفي نيويورك من المتوقع ان يبت مجلس الأمن في مصير بعثة المراقبين الى سوريا قبل 20 تموز/يوليو موعد انتهاء ولايتها. وفي حال عدم تمديد مهمتهم فانه سيكون على المراقبين غير المسلحين البالغ عددهم حوالى 300 عنصر مغادرة سوريا ما سيعني فشل جهود الوساطة التي يقوم بها كوفي آنان. وكان المراقبون وصولوا في منتصف نيسان/أبريل للإشراف على وقف إطلاق النار الذي لم يحترم ابداً. واوقفوا دورياتهم منذ منتصف حزيران/يونيو بسبب اشتداد النزاع.واوصى بان كي مون بخفض عددهم وباعطاء البعثة دورا سياسيا اكثر. ورغم دعوات بان كي مون، لم تبد الصين اي إشارة على تغيير موقفها. فقد عارضت صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني في إفتتاحيتها الثلاثاء. اي تدخل أجنبي في سوريا مكررة الموقف الذي اعربت عنه بكين مرارا. وكتبت الصحيفة ان "مصير القادة الحاليين لسوريا لا يمكن ان يحدده سوى الشعب السوري. وأنه شأن داخلي ويجب على الاسرة الدولية احترامه". واقرت بان "تدخلا خارجيا للتوصل الى تغيير في النظام وتجنب كارثة انسانية قد يبدوان سببا وجيها ومسؤولاً للتحرك". لكنها اضافت ان "الكثير من الحروب منذ بداية هذا القرن اثبتت ان +نشر الديموقراطية+ و+النزعة الانسانية+. ليسا سوى ذرائع تستخدمها القوى الاجنبية لتحقيق مكاسب شخصية".