تخصص وزارة خارجية العدو الصهيوني حيزاً كبيراً من موقعها الإلكتروني المكتوب باللغة العربية، للمقالات العربية المتعاطفة مع الدولة الصهيونية والمتماهية معها في وجهات النظر حيال كل مواضيع النزاع، بما في ذلك موضوع القضية الفلسطينية نفسها! الموقع الإلكتروني لوزارة خارجية العدو والمكتوب باللغة العربية، يحتوي على عدد كبير من المقالات، لعشرات الكتّاب العرب الذين ينشرون مقالاتهم من خلال الصحافة العربية إضافة إلى بعض المواقع الإلكترونية واسعة الانتشار. الفريق المشرف على موقع وزارة خارجية العدو، اختار مقالات عديدة لكل كاتب وكاتبة من أولئك الذين صنفهم الموقع باعتبارهم أصدقاء لإسرائيل. وهو (شرف) ناله هؤلاء، لأنهم أخذوا على عاتقهم نقل وجهة نظر العدو للقارئ العربي. وجود الخونة في كل أمة تخوض صراعاً على حدودها أو حتى على وجودها نفسه كما هو الوضع في الحالة العربية، أمر طبيعي وليس فيه شيء جديد. الجديد في القضية أن جزءا من الصحافة العربية، تحول إلى وكر للعملاء الذين يقومون بمهمات تؤدي نفس الغرض الذي تضطلع به فرق الجواسيس. كل ذلك يحدث طبعا وسط حفاوة إسرائيلية وعلى عينك يا تاجر، ودون خوف من عقاب أو حتى مساءلة. لقد نذر هؤلاء أقلامهم للترويج لوجهة النظر الصهيونية حتى خلال الحروب والاعتداءات العسكرية السافرة التي قام بها العدو مؤخرا. ولعل ما نشره الموقع من مقالات واكبت العدوان الإسرائيلي على غزة في أواخر العام 2008، وقبله العدوان على لبنان في صيف العام 2006، يؤكد على دور هؤلاء الكتاب العرب في توفير الغطاء الأخلاقي والمبررات السياسية والحجج الأمنية والفكرية، لحملات العدو العسكرية. وهو دور لا يقل في عدوانيته عن دور أسراب طائرات العدو وكتائبه وفرقه البرية والبحرية. لقد تحولت الخيانة إلى وجهة نظر منذ أن عقد السادات اتفاقية السلام المشؤومة. ثم تحولت الخيانة بعد ذلك من وجهة نظر إلى مصدر للفخر وعلامة من علامات الوطنية.. وكيف لا وقد أصبح الخونة يشككون في وطنية كل من يناصب المشروع الصهيوني العداء، ويحاولون إقناع السذج بأنه ينفذ أجندة أجنبية؟! إنها الخيانة الوقحة. [email protected]