مع قدوم الإجازة الصيفية، انتعشت « باصات المزارات « للاماكن التاريخية في المدينةالمنورة باسعار رمزية . يقول السائق ناجي الحربي أنه امتهن نقل الزوار منذ تقاعده من عمله بقيمة تتراوح بين 10 - 15 ريالا للشخص الواحد مشيرا الى انه ينقل 30 راكباً في أوقات الذورة مثل الإجازة الصيفية التي يكثر فيها الزائرون ويضيف الحربي ، إنه استطاع من خلال مهنته أن يتحدث عدة لغات نتاج تعامله مع الزائرين بشكل مستمر. أما الشاب محمد الجابري فيقول ، إن رحلته اليومية تبدأ بعد صلاة الفجر حيث يقف بجانب الحرم النبوي لجمع مجموعة من الزائرين ويصطحبهم بحافلته إلى أشهر الأماكن الدينية والتاريخية في المدينة، وقال، إن رحلته تبدأ من مسجد قباء مروراً بمسجد الجمعة والسبع المساجد بالإضافة إلى السكة الحديد ومسجد القبلتين وكذلك الحال في مسجد الغمامة وميقات ذي الحليفة وجبل أحد ومقبرة شهدائه فضلاً عن الأسواق والمهرجانات التي تقام في المواسم. ويقول سلامة مناور (سائق باص) ، إن التجول بالزائرين على الاماكن التاريخية شعور جميل فضلاً عن العائد المادي، ويضيف ، إن دوره يتجاوز في بعض الأوقات عمله كسائق حيث يقوم بمهام المرشد السياحي له مايمتلكه من معلومات عن الأماكن والمساجد التي يمرون عليها خلال رحلتهم. ويقول هاني سويلم، لا يتجاوز سعر نقل الراكب في وقت الموسم 20 ريالاً، في فترة تتراوح مابين 3 - 4 ساعات وغالباً ماتكون هذه الجولات وقت النهار ليسهل على الزوار رؤية الأماكن بوضوح. من جانبه قال الباحث التاريخي ورئيس قسم التاريخ في الجامعة الإسلامية الدكتور محمد الشيباني ،إن المدينةالمنورة لديها وفرة كبيرة في الأماكن التاريخية منذ عصر صدر الإسلام مروراً بالعصور اللاحقة وهي معروفة لدى أهل المدينة ويصعب على الزائر معرفتها نظراً لتباعدها وكثرتها، وأضاف، إن الأمر لا يقتصرعلى «المزارات» في الأماكن المشهورة مثل جبل أحد ومساجد القبلتين والجمعة وقباء والسبع المساجد مشيرا الى ان الكثير من الزائرين لا يعرفون ماتحتويه المدينة من أودية مثل بطحان والرانوناء وغيرهما.