قال إمام وخطيب جامع الشربتلي الشيخ عيسى محمد العزي في خطبة الجمعة يوم امس: ها هي نسائم الخيرات قد أقبلت وها هي مواسم المغفرة قد لاحت اقبل رمضان شهر الرحمة والتكفير والتقوى والتغيير جاء رمضان يحمل إلينا رسالة التغيير فالتغيير والتغير سنّة كونية وإرادة إلهية فطبيعة الحياة في تقلب وتبدل وتغيّر وتلوّن تأمل في الكون في طبيعتهومناخه واحواله أن الحال لا تدوم على واحدة وكذلك سنة التغيّر في بنى الانسان فالكثير من الناس يبحث عن تطوير النفس وتقدم الذات وقد ينفق المال والوقت للحصول على دورات في التغيّر وتربية الذات وفن التعاملوهذا شئ حسن يدل على الوعي ونضج العقل . ولكن هل سألنا انفسنا عن أمر التغيّر المتعلق بالتدين والاستقامة والطاعة وهل هي في ازدياد أم إلى نقصان ؟ إذا اقتنعنا بأهمية التغيير وامكانية التغيّر فلنعلم أن وسائل الوصول الى هذا الهدف متعددة ولعل من أهمها تغيير النفس بتصحيح النية ابتغاء مرضاة الله ورجاء ثوابه وعطاءاته.ان من المعالم الدالة على ارادة التغيير ان يكون العبد كثير الندم شديد التأسف على ما مضى وكان في أيام الغفلة والعصيان اذا تذكّر حالته الاولى تلجلجت الحسرة بين جنباته وظهر الأسى على محياه . هذا الندم يفعل فعله في حال العبد فيظهر أثر التغيير فيه فتراه رقيق القلب عظيم الخشية سريع الدمعة كثير الاستكثار من فعل الحسنة والحسنة بعدها‘ فكان بندمه هذا كمن لا ذنب له . ومن علامات صدق التغيّر نحو الافضل ان يكون العبد لوّامًا لنفسه كثير المحاسبة لذاته واذا نظرت عينه لحرام عاد لنفسه وحاسبها على زناها واذا سلق لسانه الاعراض عاتب نفسه على هذه الكبيرة واذا قصر في النوافل فيما فات عاهد نفسه على اغتنامها فيما هو آت وهكذا تكون المحاسبة والمعاتبة للنفس قريبة من شعوره لا تنفك عن احاسيسه . ومن علامات صدق التغيير ان يكون العبد عالي الهمة وقوي العزيمة في طلب مرضاة ربه .