أوضحت مديرية الدفاع المدني في منطقة عسير ملابسات حادثة جرف السيل للغريق القرني، وردت على الحديث الذي بثته قناة «العربية» في نشرة الرابعة أمس الأول الإثنين، على لسان والد الغريق سعد بن عبدالرحمن القرني الحادث الذي وقع في 17 / 5 / 1433ه في وما ذكره من ملاحظات حول أعمال البحث عنه. وقال الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة عسير، العقيد محمد بن عبدالرحيم العاصمي، مستعرضًا جهود البحث عن الشاب الغريق منذ بداية الحادثة «إن الدفاع المدني، ومع تعاطفه الكبير مع والد المفقود، والإحساس بحرقته على ابنه، إلا أنه إيضاحًا للحقيقة التي تهم الرأي العام، فإننا نورد الإجراءات الآتية التي اتُّخذت من ساعة البلاغ حتى هذه اللحظة: تحركت فرق الانقاذ فور تلقي البلاغ وكان البعض منها من الضفة الشرقية لوادي بيشة، مما يلي الريان والأخري من الضفة الغربية للوادي، مما يلي قرية الباقرة حيث غمر السيل المزارع القديمة الواقعة إلى الغرب من الوادي رغم ارتفاع منسوب المياه، مما يدل على ارتفاع مستوى السيل وقوة اندفاعه في وسط الوادي الذي كانت فيه سيارة المحتجزين، علمًا أن صفارة الإنذار التي كانت تعمل في تلك الأثناء لا يفصل بينهم وبينها سوى ما يقارب 500 متر تقريبًا، وكانت في وضع التشغيل من قبل وصول السيول وبإمكان العربية إستجلاء ذلك من المواطنين المجاورين. كما أنه قد تطوع بعض المواطنين بنصح صاحب السيارة عن تجاوز الوادي إلا أنه لم يراعِ، وذلك لنفاذ قضاء الله سبحانه وتعالى، كما أنه على جانب الطريق مما يلي موقع السيارة جرف سببه السيل يصل إلى ارتفاع متر ونصف ولو قدر للغريق اجتياز السيل إلى منتصف الوادي، ومن ثم الانحراف للسيارة المحتجزة لوقعت كارثة لهم في تلك الحفرة السحيقة التي لا ترى نتيجة تغطية الماء لها حيث لم يظهر هناك شلال، وهو ما يوضح ارتفاع منسوب السيل حيث كانت السيارة التي تقل الشخص في مكان مرتفع يمكنها من الصمود لفترة محدودة بينما فرق الإنقاذ في المكان المنخفض مما يزيد من صعوبة الوصول المباشر له. وهذا موجز عن الوضع الذي كان عليه السيل ساعة الحدث علمًا أن تدفق السيل وفق القواعد العلمية يعادل من (18) إلى (20) طن متري وهذا يوضح أنه لا يمكن لأي معدة أو آلية أو قوى بشرية مقاومة هذا الاندفاع الشديد. وتم تحريك طائرة الأمن للمساندة والقيام بأعمال الإنقاذ للمحتجزين والتي كانت موجودة بالمنطقة ولكن للظروف الجوية تعذر مواصلتها لمهمتها نظرًا لخطورة الوضع. وساهمت الأمطار المتلاحقة والسيول المنقولة إلى وادي بيشة في استمرار تدفق مياه السيول بكميات كبيرة، مما أعاق أعمال البحث رغم أنها كانت مستمرة .وكانت أعمال الإنقاذ وفقًا للمعطيات التالية: شارك في أعمال البحث بصفة يومية عدد (300) فرد وضابط واستمر وجودهم الميداني حتى هذا اليوم. واستخدمت وسائل البحث المتعارف عليها عالميًا في مجال أعمال البحث والإنقاذ لتمشيط المناطق التي قد تكون الجثة بها واستمرت في البحث عدة أيام متواصلة، وجرى تجفيف العديد من البرك في الوادي وتقليب منطقة الحفر والتي تنتشر على طول امتداد الوادي ممتلئة بمياه السيول والطمي، ولم تكن أعمال البحث عشوائية وإنما كانت منظمة بحيث تم تقسيم الوادي بطوله إلى مربعات وحدد لكل ضابط ومجموعة من الأفراد تغطية جزء من هذه الأجزاء لضمان دقة البحث وتحديد المسؤولية.