أكد المهندس ماجد أبوزاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة أن سماء المملكة سوف تشهد حالة نادرة جدًا تتمثل في حدوث ثلاث ظواهر فلكية في يوم واحد، الأحد المقبل حيث سيعبر القمر أمام كوكب المشتري ويحجبه كليًا لفترة مؤقته قبل شروق الشمس يتبع ذلك ببضعة ساعات التعامد السادس للقمر والرابع الذي يحدث نهارا على الكعبة المشرفة ويعقب ذلك ب3 ساعات و11 دقيقة التعامد الثاني والأخير الشمس على الكعبة المشرفة خلال العام الهجري الجاري وأشار إلى أن جميع هذه الظواهر مرصودة بالعين المجردة وإنها المرة الأولى التي يتم فيها الرصد والتوثيق بطريقة علمية لتعامد للشمس والقمر في يوم واحد على الكعبة المشرفة. وبيّن أبوزاهرة أن الظاهرة الأولى ستحدث قبل شروق الشمس حيث يعبر القمر أمام كوكب المشتري في ظاهرة فلكية تسمى «الاحتجاب» وهي مشاهدة بكافة مراحلها في المنطقة الشرقية والوسطى والشمالية والغربية ولكنها لن ترصد في الأجزاء الجنوبية من لمملكة وإنما تشاهد في صورة تجاور حيث سيقع المشتري إلى جانب هلال القمر، وكان آخر احتجاب مرصود للمشتري في سماء المملكة منذ 18 عامًا، في فجر 2 ديسمبر 1994. وقال: إنه سوف يلاحظ الراصد قبل بدء الاحتجاب أن المشتري قريب جدًا إلى أسفل يمين هلال القمر الذي سيكون وجهه مضاء بنسبة 15 في المائة وسيتمكن الراصد ملاحظة أن الجانب المظلم من القمر مضاء بنور خافت، وذلك بسبب ضوء الشمس المنعكس من الأرض وهو يعتبر واحد من أجمل المناظر السماوية. عند رصده بالعين المجردة ولمشاهدة تفاصيل الحدث يفضل استخدام منظار ثنائي العينية أو تلسكوب صغير. وسيبدأ الحدث بعبور الجانب المضيء من القمر جزئيًا أمام المشتري عند الساعة الرابعة فجرًا بزائد أوناقص بضع دقائق حسب الموقع الجغرافي لكل منطقة من مناطق المملكة وتستغرق مرحلة الاحتجاب الجزئي عدة ثواني نظرًا لأن الكواكب ليست نقطا مضيئة بل أقراص دائرية. يتبع ذلك الاحتجاب الكلي وسيظل المشتري خلف القمر مدة زمنية متفاوتة حيث ستكون أطول فترة احتجاب في أقصى شمال المملكة في عرعر مدة 60 دقيقة، وتنخفض مدة الاحتجاب كلما اتجهنا جنوبًا ففي مكةالمكرمة يدوم الاحتجاب الكلي 24 دقيقة والمدينة المنورة 42 دقيقة والرياض 24 دقيقة وجدة 25 دقيقة والدمام 38 دقيقة وتبوك 55 دقيقة. وسيكون منظر خروج المشتري من الطرف المظلم للقمر أجمل مراحل الاحتجاب وهذه فرصة عظيمة لمشاهدة هذا الحدث النادر، وسوف يكون الاحتجاب التالي لكوكب المشتري المرصود في 25 يناير 2041. وقال أبوزاهرة: إنه بعد انتهاء ظاهرة احتجاب كوكب المشتري، ستشرق الشمس في سماء مكةالمكرمة عند الساعة الشمس الساعة 5:47 صباحًا، وفي هذه الأثناء يكمل القمر في حركته عبر قبة السماء إلى أن يصل نقطة التعامد مع الكعبة المشرفة الساعة 9:15:19 صباحًا حيث سينتظمان في استقامة واحدة، ويكون القمر على ارتفاع 89 درجة و55 دقيقة و18 ثانية ويقع على مسافة 403.460 كيلومترات ومضاء بنسبة 14.1 في المائة، والزاوية الفاصلة بين الشمس والقمر 44 درجة وهو التعامد السادس خلال العام الحالي والرابع الذي يحدث نهارًا ويمكن رصد تعامد القمر بالعين المجردة. وعند النظر إليه من أي منطقة يشاهد فيها القمر في العالم العربي والإسلامي فاتجاه القمر هو اتجاه القبلة. وبعد مغادرة القمر نقطة التعامد سوف تسير نحوها الشمس «ظاهريًا» وتصل إليها بعد تعامد القمر ب3 ساعات و11 دقيقة وتصبح في خط واحد مع الكعبة المشرفة عند الساعة 12:26:45 ظهرًا موعد أذان الظهر في المسجد الحرام ، وتكون الشمس على ارتفاع 89 درجة و59 دقيقة و 35 ثانية وهو التعامد الثاني والأخير للشمس، وعند هذا التوقيت سيختفي ظل الكعبة المشرفة وجميع الأجسام تمامًا وظل الزوال صفرًا ويمكن الاستفادة من هذه الظاهرة للمناطق البعيدة جغرافيًا عن مكةالمكرمة في تحديد اتجاه القبلة حيث أن اتجاه الشمس هو نفسه اتجاه القبلة. وحذرت الجمعية من النظر المباشر لقرص الشمس سواء في توقيت التعامد أو في باقي أيام السنة من خلال التلسكوبات والمناظير الغير مزودة بمرشحات ضوئية نظرًا لأن هذه الأجهزة تعمل على تركيز أشعة الشمس وأخطرها الأشعة فوق البنفسجية التي تتسبب في حرق شبكية العين.