ربما يتم فتح ضريح ياسر عرفات للبحث عن أثر للبولونيوم، بعد أن عثر عليه في ملابسه، وقال مسؤولون فلسطينيون إنهم سيفتحون قبره إذا رأت أسرته ذلك بعد أن أكد معمل سويسري أنه اكتشف مستوى من عنصر البولونيوم الذي لا يمكن تفسيره في المتعلقات الشخصية للرئيس الراحل عرفات. ويجيء اكتشاف المعمل للعنصر المشع بعد تسعة أشهر من الفحص الذي قام برعاية «قناة الجزيرة» وربما يثبت ذلك الإشاعة بين الفلسطينيين التي تقول عن ياسر عرفات أنه قد تم قتله بالسم. والعنصر المشع هو نفسه الذي كان وراء مقتل الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو في لندن وقد تم اكتشاف العنصر المشع في متعلقات ياسر عرفات الشخصية بما فيها ملابسه وفرشاة أسنانه وقد قدمت هذه المتعلقات سهى عرفات أرملة الرئيس الراحل عرفات للقناة وكانت سهى عرفات قد رفضت تشريح جثة الرئيس الراحل عندما مات زوجها في مستشفى بباريس في نوفمبر عام 2004 لكنها ذكرت يوم الأربعاء الماضي أنها ستطلب فحص جثمانه بعد فتح مرقده وقالت لقناة الجزيرة إنه يجب أن يفحص جثمان ياسر عرفات للكشف عن حقيقة مقتله للعالم الإسلامي والعربي. وفي تصريح صادر من مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس جاء أن السلطة الفلسطينية كانت وما زالت مستعدة للتعاون لتوفير كل المعينات المطلوبة للكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت لوفاة الرئيس الراحل عرفات. وفي حين أن البيان لم يتحدث بشكل صريح عن فحص جثة عرفات، لكنه أضاف أنه: «لا توجد أسباب دينية أو سياسية تحول دون البحث في هذه المسألة، بما في ذلك فحص جثة الرئيس الراحل من قبل هيئة طبية وطنية موثوق بها، بناء على طلب وموافقة عليه من قبل عائلته ومن المحتمل أن يثير هذا الخبر توقعات جديدة حول سبب موت ياسر عرفات ومرض الثلاثة أسابيع الذي سبق هذا الموت وذلك عقب إعلان أطبائه وقتها أنه كان يعاني من نزلة برد. وتشمل ملابس ومتعلقات ياسر عرفات التي تم فحصها بواسطة المعمل السويسري ملابس ياسر عرفات الداخلية وكوفيته الشهيرة وعينات من دمه وعرقه ولعابه وبوله. وذكر التقرير أن الإشاعات التي كانت تقول إن عرفات كان يعاني من السرطان أو تليف الرئة أو الايدز غير صحيحة. وقال فرانسوا بوشود مدير معهد الفيزياء الإشعاعية في لوسان بسويسرا التي قامت بفحص متعلقات عرفات واكتشاف البولونيوم أن فحص جثمان عرفات سيؤكد ان كان عرفات مات بالتسمم أم لا. وكان مسؤولون لوكالة اسوشيتد برس قد قالوا: كل ما يمكن أن نقوله الآن هو أن هناك مستويات لا يمكن تفسيرها من مادة البولونيوم المشعة وهذا يشير بوضوح لفرضية التسمم ولكن النتائج التي حصلنا عليها لا تشكل دليلًا بعد على أي تسمم. وكان مسؤولون إسرائيليون ينفون باستمرار اشتراكهم في أي أمر يتعلق بموت عرفات. وذكر دوف فيسجلاس رئيس مستخدمي إدارة شارون في ذلك الوقت أن مسألة اغتيال ياسر عرفات لم يتم النظر فيها إطلاقًا. وأضاف أن شارون كان يعارض فكرة اغتيال عرفات لأنه كان يعتقد أن مسألة القضاء عليه لا تساعد بل على العكس. وذكرت رويتر على لسان دارسي كريستين المتحدث باسم المعهد السويسري أن الأعراض الإكلينيكية التي تم وصفها في التقارير الطبية لياسر عرفات لا تتوافق مع التسمم بالبولونيوم 210 وقال بعض المسؤولون الفلسطينيون ان فتح مرقد ياسر عرفات وفحص جثمانه سيتم فقط إذا تم بناء على لجنة دولية لتقصي الحقائق حول موت ياسر عرفات وهذا الأمر هو ما طالبوا به هم أيضًا. ويعتبر البولونيوم مادة مشعة بدرجة عالية وقد تم اكتشافها في عام 1898 في خام اليورانيوم، والبولونيوم أكثر سمية من سيانايد الهيدروجين ب 250 ألف مرة.