يقع جبل خزازى في قلب نجد، لذا فإن أغلب شعراء المعلقات (وهم من نجد) وغيرهم ذكروا هذا الجبل قال الحارث بن حلزة ذاكراً جبل خزازى : آذنَتْنَا ببينها أسماءُ رُبّ ثاءٍ يملُّ منه الثَّواءُ بعدَ عهدٍ لنا ببرقة شمّا ءَ فأدنَى ديارِها الخلصاءُ فمحياة فالصفاحُ فأعْنا قُ فِتاقٍ فعاذبٌ فالوفاءُ فرياضُ القطا فأوديةُ الشرُ بُبِ فالشعبتان فالأبلاهُ إلى أن يقول بأن هنداً – صاحبته – أوقدت ناراً فرآها وهو بجبل خزازى : فتنورتُ نارَها من بعيدٍ بخزازى هيهات منك الصلاء ويأمل الكاتب من الأبناء والبنات ألا تتجاوز أعينهم الأماكن السابقة لصعوبتها فهي مواضع غالية جداً أدبياً ووطنياً وكم كان جبل خزازى موقداً للنار، إما إعلان للحرب أو دليل للسائرين ليلاً : قال الشاعر السفاح التغلبي: ولَيل بتّ أوقد في خَزاز هديت كتائبا متحيرات ضللن من السهاد وكنّ لولا سُهاد القوم أحسب هاديات وأكثر من خلّد جبل خزازى عمرو بن كلثوم حيث يقول: ونحن غداة أوقد في خزازى رفدنا فوق رفد الرافدينا فكنّا الأيمنين إذا التقينا وكانوا الأيسرين بنو أبينا فصالوا صولة فيمن يليهم وصلنا صولةً فيمن يلينا فآبوا بالنّهاب وبالسبايا وإبنا بالملوك مصفدينا وتظهر هذه المعلقة مدى افتخار الشاعر بقومه ( قبيلة تغلب ) حتى وصل درجة الغرور فهم بعيدون عن البحر ومع ذلك مَلؤوه سفينا، وبعيدون عن الملوك ومع ذلك عادوا بهم مصفدين، إنه الغرور وحب الذات : إذا بلغ الفطام لنا صبيٌّ تخرّ له الجبابر ساجدينا ملأنا البر حتى ضاق عنا وظهرُ البحر تملؤه سفينا لنا الدنيا وما أضحى عليها ونبطش حين نبطش قادرينا وقد ألهت هذه القصيدة بنو تغلب عن المكارم ويحفِّظونها لأبنائهم : ألهى بني تغلب عن كل مكرمة قصيدة قالها عمرو بن كلثوم وجبل خزازى متوسط الطول وله قمة تشبه سنام الجمل ويقع جنوبالرس وتوقد النار على قمته قديماً وأدعو أبنائي وبناتي الطلاب والطالبات لزيارته والتمتع بالعمق التاريخي الأدبي لجبل خزازى وجبل كير وجبل قطن ولاسيما أثناء الربيع والجبلان الأخيران ليسا بعيدين عنه وكتابة الأبحاث عن تلك المواقع التي تثير الشجن والحزن في آن واحد لغياب الثقافة المكانية والإهمال لكثير من المواطن الغالية.