شباب سعوديون يواعِدُون فتياتٍ جامعيات أثناء اليوم الدراسي، وطالباتٌ يتركْنَ المُحاضَرات، ويركبْن مع الشّباب في مَرْكباتِهم (سيّاراتهم) الخاصة، على أنّهم من محارمهم، ثم يتسكعون في الشوارع البعيدة، ومع انتهاء الدوام الدراسي، يقوم الشباب بتوصيل الفتيات لأقرب مكان يرغبْن فيه، وتم ضبْط عدة حالات منها مؤخرا. ليستْ هذه انطباعات شخصية، ولا ملحوظات فردية، بل نتيجة دراسة علمية، للدكتور سليمان بن قاسم العيد (رئيس الفريق العلمي بكرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للحِسْبَة وتطبيقاتها المعاصِرة بجامعة الملك سعود) على (1038) طالبا وطالبة في ثلاث جامعات سعودية (ملحق الرسالة الصادر عن صحيفة المدينةالمنورة، 11 رجب 1433ه). هل المُوَاعَدَة بين الشاب والشابة فِعْلٌ أم ردُّ فِعْل ؟ وهل هي سببٌ أمْ نتيجة ؟ وما دوْر البيْت ؟ وما دوْر التنشئة الاجتماعية ؟ وهل لأدوات التواصل الاجتماعي تأثير ؟ الدكتور العِيد توصّل إلى "التعارف المُسْبَق بين بعض الشباب وبعض الفتيات، عن طريق خِدْمات الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)" وكشفَ عن أنّ "المَقَاطِع الاباحية والأفلام والصور في الفضائيات، وعلى مواقع الانترنت، أدت إلى انتشار مثل هذه الظواهر السلبية على المجتمع السعودي المعروف بتمسكه بقيم الشرع الحنيف" وربطَ "بين الظاهرة والتقليد الأعمى للسافرات في أفلام السينما، ومحطات المجون، والخلاعة الفضائية، التي تبثُّ ثقافة الحُب بين الشباب والفتيات، دون وجود علاقة شرعية، وغيره مما يبثه الإعلام الفاسد من مظاهر وعلاقات مُحَرّمَة،تحت زعم التحرر ومواكبة الحضارة الحديثة" وأظهرت الدراسة أن "العامل الأُسَرِي المتمثل في انشغال الأبويْن عن الفتاة وإهمالها، وعدم متابعة الأبناء داخل الأُسْرَة و ضَعْف رِقَابة الأبويْن،واستخدام بعض الآباء طُرُقاً غير صحيحة في التربية، وراء انتشار ظاهرة الرُّكوب المُحَرَّم للفتاة مع أجنبي". أين الحل: هل في إغلاق كل المنافذ والنوافذ والأبواب ؟ أليست الأندية الرياضية للشباب والشابات، مَلاذاً آمِناً من خطورة المواعَدَة ؟ أليس المَخْرَج أيضا في إطلاق قناة فضائية شبابية، تلبي حاجات ما يقارب (4) ملايين شاب وشابة (إحصاء عام 1431ه) ممن هم في الفئة العُمْرِية، الممتدّة بين (15) و(24) عاما ؟ كل مشكلة يمكن احتواؤها، وعدم اتساع نطاقها بالعَقْل، والمنطق، والحِكْمة، وفي هذا الوطن شباب وشابات، لم يجدوا ما يستثمرون فيه أوقات فراغهم، فكان لسانهم " متى أشوفك يا غايب عن عيني؟". بريد إلكتروني: [email protected] فاكس: 4543856-01 [email protected]