في مشهد تاريخي نادر، أقسم الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي أمس، اليمين الدستورية في ميدان التحرير بالقاهرة استجابة لثوار الميدان والقوى الوطنية المصرية. وفيما تولت قوات الحرس الجمهورية تهيئة المنصة للرئيس، تصاعدت هتافات الثوار مطالبة بتحقيق أهداف ثورة يناير، الأمر الذي أكده مرسي في خطابه التاريخي أكثر غير مرة. يأتي ذلك، فيما يتسلم مرسى بعد عصر اليوم، مهام منصبه رئيسا لجمهورية مصر العربية، وقبل ذلك، يؤدى اليمين الدستورية بمقر المحكمة الدستورية العليا بعد قرار الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية أمس الأول الخميس بأن تجرى مراسم حلف اليمين الدستورية في مقر المحكمة بضاحية المعادى وليس فى أي مكان آخر. وقال مرسي أمام الجماهير في الميدان: «أعاهد الله وأعاهدكم.. أقسم بالله العظيم أن احافظ مخلصا على النظام الجمهورى وأن احترم الدستور والقانون وأن ارعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأن احافظ على إستقلال الوطن وسلامة اراضيه». وحيا الرئيس المنتخب فى مليونية «تسليم السلطة « التي شهدها ميدان التحرير أمس وسط الآلاف من المتظاهرين، الشعب المصرى، مؤكدا احترامه وحبه لأهل الفن والابداع والثقافة ولرجال الاعلام المخلصين لمصر ولمتحدى الاعاقة.وقال إن الشعب هو مصدر السلطة الشرعية التى تعلو على الجميع.. ولا مكان لأحد ولا لمؤسسة ولا لهيئة و لا لجهة فوق هذه الارادة. وأكد مرسى أن الامة هى مصدر السلطات جميعها وهى التى تحكم وتقرر وهى التى تعقد وتعزل. وقال: الكل يسمعنى الآن.. الشعب كله يسمعنى.. الجيش والشرطة والوزارة.. ولا سلطة فوق سلطة الشعب.. أنتم أصحاب السلطة.. انتم أصحاب الارادة.. أنتم مصدر هذه السلطة. ووجه حديثه للشعب المصرى والثوار فى الميادين والمحافظات، قائلا: «لن ينتقص حق من حقوق من قالوا لى لا، كما لن ينتقص حق من حقوق من قالوا لى نعم. وشدد على رفضه لأى محاولة لانتزاع سلطة الشعب أو نوابه، وقال: «أنا صاحب القرار بإرادتكم.. بتوكيلكم.. فلا مجال لانتزاع سلطة الشعب أو نوابه.. لن اتهاون فى أى صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية.. ليس من حقى أن افرط فى أية صلاحية. وأضاف الرئيس المنتخب: «القصاص للشهداء دين فى رقبتى لا أتهاون فيه». وقال إن الثورة مستمرة بأهدافها التى تتبلور على شكل إرادة واضحة هى إرادة الشعب المصرى لرئيس منتخب للبلاد يقود سفينة الوطن ويقود هذه الثورة ويقف أمام الثوار لتحقيق كل أهدافها. وأكد أنه سيعمل على بقاء النسيج الوطنى متماسكا وقويا. وجدد التأكيد على أنه لا مجال للتصادم أو التخوين، وقال «أتواصل مع الجميع لا فرق بين مؤيدين ومعارضين.. سأعمل معكم على أن نكون شركاء فى هذا العمل الوطنى وأن نوسع مساحة الثقة بيننا».وشدد على العمل لكى تعود مصر حرة فى علاقاتها الخارجية وأن لا تتبع مصر أية جهة خارجية، محذرا من أن يفكر أحد أن ينال من كرامة شعب مصر أو رئيسها بغض النظر عن الشخص. كما أكد على مفهوم الأمن القومي الكامل في العمق الإفريقى والعالمين العربى والإسلامى وبقية دول العالم، وقال: لن نفرط في حقوقنا وسيكون نظامنا السياسي هو الذي يحترم إرادة الشعب.