خلق الله البشر مختلفين، وبطباع مختلفة وأذواق متنوعة، تصل في بعض أحيانها إلى حد التضاد أو التناقض. ولكل إنسان شخصيته التي أودعها الله تعالى فيه، والتي تميزه عن الآخرين. لاشك أن هناك خصالا وسلوكيات جميلة ومحبوبة، وهناك أخرى أقل منها ولكنها مقبولة، كما أن هناك في المقابل سلوكيات مرفوضة وغير مقبولة، ولكن السمات الشخصية لكل إنسان هي ما يجعل منه شخصًا متميزًا عن غيره. من الطبيعي أن يكون هناك درجات أيضًا في مدى تقبل الناس لشخص معين أكثر من غيره، فبعض الناس يجعل الله لهم قبولا وشعبية لدى الآخرين، في حين أن معظم الناس تكون درجات قبولهم متوسطة في العموم. ربما يكون لدى بعض الفتيات رغبة في زيادة شعبيتها بين الزميلات والصديقات من حولها، ولكنها عندما تحرص أن تكسب شعبية عالية بين صديقاتها وزميلاتها، وتكون محبوبة ومقبولة بينهن، فإنها قد تضع على عاتقها عبئًا إضافيًا. وهذا العبء قد ينشأ نتيجة محاولة تقمص شخصية أخرى، ربما رأت فيها جاذبية أو قدرة على شد انتباه الأخريات، وبالتالي تحاول تقليدها. محاولة التفكير في الطرق التي تزيد الفتاة بها محبة الناس لها أمر إيجابي في العموم. ومن الوسائل المعينة في ذلك اختيار الكلمات المناسبة، والتودد إليهم بأفضل العبارات. وهذا أمر مستحب، كما أن مساعدة من يحتاج إلى عون أو تقديم خدمات لمن يحتاجها يسهم أيضًا في جعل الشخص محبوبًا من قبل الآخرين. لكن المبالغة في الحصول على شعبية عالية، عندما تكون الفتاة لا تملك المقومات الشخصية لذلك، فإنها تضطر إلى تغيير شخصيتها وترغم نفسها على أن تتصرف بشكل مختلف عن طبيعتها، ونتيجة مثل ذلك -في الغالب- أنها تكون نسخة مقلدة لفلانة! وبالتالي يزهد من حولها فيها.. أليست الماركة الأصلية، وإن كانت أقل شهرة من غيرها، أفضل من المقلدة لماركة شهيرة! عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.. [email protected] تويتر: @mshraim