قامت أمانة العاصمة المقدسة, قبل سنة تقريبا, بحملة إعلانية توعوية, موجهة للزائر والمقيم, للتحذير من مياه زمزم, التي يتم بيعها في الطرقات الداخلية والخارجية, نظرا لتعرضها لأشعة الشمس لفترات طويلة, وعدم ضمان مصدرها ونظافتها, وقد صاحب هذه الحملة التوعوية, حملات رقابية صارمة, ضد هؤلاء الباعة, بهدف الحد والقضاء على نشاطهم البيعي. في الحقيقة أشكر الأمانة على هذا الجهد المبذول, وحرصها الشديد على صحة وسلامة الزائر والمقيم, وفي نفس الوقت أحزن أشد الحزن, على حال هذا البائع (الغلبان), الذي ما أجبره على البيع في هذه الأجواء الشديدة الحرارة, إلا الحاجة ولا غير الحاجة. أعلم بوجود بعض من يمارس الغش والتلاعب بمياه زمزم, لكن الأكيد أن هناك من يبيع ويعمل بكل إخلاص وأمانة, والأكيد أيضا أن هناك بيوتا, مصدر رزقها الوحيد, هو جالون الزمزم الذي يبيعه رب الأسرة, فليس الحل بأن تقوم الأمانة بقطع رزق هذا البائع, دون النظر لما يسببه هذا المنع من مشاكل مالية وأسرية. أتمنى بعد هذه الحملات, أن يكون هناك تحرك إيجابي, تجاه هؤلاء الباعة, بأن تقوم الأمانة مشكورة وبالتنسيق مع الجهات المعنية, بعمل أكشاك وفق معايير صحية وبيئية, يحفظ من خلالها ماء زمزم من التعرض لأشعة الشمس, ويتم تصميم هذه الأكشاك بمظهر حضاري لائق, يعكس صورة إيجابية لدى الحجاج والمعتمرين, ومن ثم تقوم الأمانة, بتأجيرها على هؤلاء الباعة, بمبالغ رمزية, وفق تصاريح وآلية عمل, تضمن سلامة مصدر هذه المياه. فمن خلال هذه الأكشاك, تتزين شوارع مكة ومخارجها, ونضمن سلامة المعتمر والمقيم, ونحافظ على مصدر رزق البائع الكريم. تويتر: a.alquaid@ [email protected]