في ساحة معركة أحد (المعركة الإسلامية التاريخية الشهيرة)، اختلط الحابل بالنابل فلم تعد الساحة بذات القيمة التي حفظها لها التاريخ، بل أصبحت مرتعا للبائعين المتجولين، إضافة إلى حصول كثير من التجاوزات في ظل غياب هيئة السياحة والآثار. تذمر السياح شركات السياحة التي تنظم رحلات سياحية للحجاج والمعتمرين والزوار لموقع معركة أحد تتذمر من عدم تنظيم المكان وترتيبه وتهيئته لاستقبال الزائرين، يقول فؤاد سفر (أحد منظمي الرحلات التاريخية): إن التنظيم في هذا المكان غير جيد ولا ينم عن اهتمام من قبل هيئة السياحة والآثار أو من قبل بلدية أحد. ويقول سفر إن ملايين الزائرين والمعتمرين والحجاج سنويا يزورون هذا الموقع التاريخي، لكن الموقع لا يتطور بالتزامن مع تلك الزيارات، وأن لديه الكثير من الزوار يستغربون من عدم استثمار أمانة منطقة المدينة وهيئة السياحة والآثار من تطوير هذا المرفق المهم الذي يحكي معركة إسلامية تاريخية. ساحة أحد عندما تود الدخول إلى الساحة تلاحظ أن ثلاث جهات تشارك في التنظيم وهي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأمانة منطقة المدينة، وهيئة السياحة والآثار، ولكن الغريب في الأمر أن هيئة السياحة والآثار لا يوجد لها مكتب، وفي المقابل فإن للهيئة ثلاثة مكاتب كبيرة، والأمانة لها مكتب صغير متهالك مغلق، بينما تنشط مكاتب الهيئة في نشر كتيبات توعوية للزائرين. لا توجد مداخل خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة تسهل لهم الدخول لهذا المكان، بالإضافة إلى الانتشار العشوائي للبسطات الثابتة والمتنقلة التي تبيع التمور، والهدايا المتنوعة والأحجار الكريمة، وتقوم هذه البسطات بتعطيل حركة الزائرين ومضايقتهم رغم جهود الأمانة في الترتيب والتنظيم. هدم الأكشاك جزاء بن سليم الردادي يعمل في هذه المنطقة منذ 60 عاما، يقول: «قبل 20 عاما وجه أمير منطقة المدينةالمنورة آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز يرحمه الله بأن تقوم الأمانة بأخذ مبلغ رمزي سنوي من البائعين 2000 ريال، وبناء 34 كشكا على حسابهم الخاص، وقبل سنة من الآن هدمت الأمانة تلك الأكشاك، بدعوى أنها تشوه المنظر العام. من جهته قال ماجد عبدالله (أحد الشباب السعوديين الذين يبيعون في الساحة) إن ضرورة الأكشاك لحماية بضائعهم من التلف ولمواجهة الحر والبرد. العمالة السائبة وتنتشر العمالة السائبة من الجنسين ذكورا وإناثا، ويبيعون بدون شهادات صحية مكسرات وتمورا وغيرها من البضائع المعرضة لأشعة الشمس ولا تخزن بالطريقة الصحية، ويزاحمون ببساطتهم الزائرين. مقومات السياحة ويجد الكثير من الزوار حرجا عندما يقصدون الساحة لزيارة ورؤية المكان، حيث لا توجد مظلات واقية من الشمس أو أشجار رغم وجود مربعات خاصة بالأشجار ضمن أعمال البلدية، إضافة لعدم وجود كراسي أو تظليل على وجه العموم لكي يجد الزائر راحة أثناء قصده لهذا المكان، وعدم وجود درج حجري يسهل من مهمة صعود الزائرين إلى جبل الرماة، حيث يصعدون من أماكن عدة وهو ما يعرض الجبل إلى التخريب رغم رمزيته الإسلامية الخالدة. مسجد سيد الشهداء ويعد مسجد سيد الشهداء أحد الرموز التي تتعرض لإهمال واضح؛ فالمسجد نفسه قديم ومتهالك وتغيب عنه وسائل السلامة، وتتصل به ساحة أحيطت بسياج حديدي، إضافة إلى عدم نظافة دورات المياه واختلاط النساء بالرجال فالكل يستخدم دورة مياه واحدة، على الرغم من أهمية هذا المعلم التاريخي المهم. أكشاك جديدة من جهته، قال الناطق الإعلامي في أمانة منطقة المدينةالمنورة المهندس عايد البليهشي: إن «الأمانة قامت بترسية بناء أكشاك لعدد من أصحابها والتي قامت بإزالتها أمانة المنطقة قبل سنة بالقرب من ساحة معركة أحد، وسيقوم ببناء تلك الأكشاك شركة وطنية رائدة وسيبلغ عددها في المرحلة الأولى 17 كشكا؛ وذلك من أجل التنظيم والترتيب. وأضاف م. البلهيشي أن أمانة المنطقة تدرك دورها الريادي في تطوير الأسواق والمحلات ومن ذلك الأكشاك الواقعة في المخطط العام في سيد الشهداء والمحيطة بساحة معركة جبل أحد، وهي تقوم بدورها في تطوير هذه الأكشاك لعكس صورة جميلة للحجاج والمعتمرين والزائرين الذين يقومون بزيارة الأماكن التاريخية في المدينة. وأشار م. البليهشي إلى أن الأمانة ستواصل بناء بقية الأكشاك التي تبلغ 34 كشكا والتي تمت إزالتها قبل عام وستوقع عقودا مع أصحابها الذين كانوا يتملكونها سابقا قبل الإزالة. هدم المسجد وكشف مصدر في فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المدينةالمنورة أن الفرع قام بإعداد التصاميم من أجل هدم مسجد سيد الشهداء وإعادة بنائه مرة أخرى، لكن أمانة المنطقة اعترضت على المشروع مما تسبب في تأخيره. بدورها، خاطبت «عكاظ» فرع هيئة السياحة والآثار في المدينةالمنورة عبر موظف العلاقات والإعلام يحيى آل عبود الذي طلب مراسلة الهيئة للرد على استفسارات الصحيفة لكن لم يتم الرد حتى ساعة كتابة التقرير. أبرز الملاحظات في الجولة: غياب اللوحات الإرشادية التي تشرح للسياح أحداث معركة أحد. غياب اللوحات الإرشادية التي يذكر فيها أسماء شهداء أحد. افتقار الساحة لمظلات تحمي الزائرين من لهيب الشمس أسوة بما هو معمول به في الحدائق. عدم وجود كراسي لاستراحة المرضى والعجزة والأطفال. حاجة الموقع للتشجير بالمسطحات والأشجار المعمرة ليستظل بها الزائرون.. حاجة جبل الرماة إلى درج مرصوف ولوحات إرشادية تشرح تفاصيل ما حدث عليه يوم المعركة.