عبَّر عدد من الشباب السعوديين عن اعتزازهم بتراثهم الوطني الذي يعزز الهوية الحضارية للمملكة من جهة، ويعمق مشاعر الفخر والانتماء لدى المواطن السعودي من جهة أخرى، وأشار الشباب إلى أن مساعي الهيئة العامة للسياحة والآثار والدور الذي يجب أن يتبناه الإعلام السعودي في إبراز البعد الحضاري للمملكة أمام العالم يسهم بصورة كبيرة في تعزيز الانتماء والتفاخر بكل ذرة تراب من أرض الوطن، وهذا ما يشير إليه ثامر الشدادي الطالب الجامعي بكلية السياحة والآثار، موضحًا أنه بحكم مجال دراسته للسياحة والآثار قام بزيارة العديد من الأماكن الأثرية والمواقع التراثية التي جعلته يكتشف ويتعرف عن قرب على تاريخ الوطن ومعاناة الأجداد لبناء دولة قوية حديثة أصبحت الآن من الدول ذات التأثير العالمي، مؤكدًا أنه كلما زار موقعًا أثريًّا أو تراثيًّا شعر أكثر بالمزيد من الفخر والانتماء لهذه الأرض الطيبة، وأبدى ثامر تحمسًا أكثر لمعرفة المزيد عن الحضارات التي مرت على أرض الجزيرة العربية وأسهمت بشكل فاعل وإيجابي في تنوير الحضارات الأخرى، وهذا ما يجب أن تعرفه أجيالنا لتفخر بتاريخها الوطني وحضارتها العريقة. وأشارت الصحفية غادة محمد إلى أنها من عشاق جدة التاريخية، حيث تشعر في تلك الأماكن بأنها تحمل الكثير من المعاني والقيم التاريخية والحضارية والثقافية لأهل جدة، موضحة أن زيارتها لجدة القديمة وغيرها من الأماكن التراثية والأثرية تفتح لها كنز التاريخ المشرف والناصع للمملكة وتحكي لها عن تاريخ الأجداد وكيف عاشوا في هذه الأرض ومعاناتهم من أجل الحياة وبناء دولة لها تأثير عربي وإسلامي ودولي كبير، مطالبة الهيئة العامة للسياحة والآثار ببذل المزيد من الجهد في حفظ وتنمية آثار وتراث المملكة، ولا سيما جدة التاريخية. ومن جانب آخر يشير إسماعيل العنزي موظف بأحد محلات الاتصالات إلى أهمية ارتباط الإنسان بمكانه وتاريخه، ويقول: دفعتني ظروف العمل للانتقال منذ ما يقارب ثلاثة أعوام إلى العاصمة الرياض قادمًا من المدينةالمنورة المكان الذي عشت فيه وتربيت في حواريه التاريخية القديمة، ولكن ذلك لم يغير شيئًا في زياراتي المتكررة للأماكن التراثية والأثرية بالمدينة، والتي تربطني بأهلي وأصدقائي وجيراني ومدينتي ووطني الغالي، فقد كنا ولا زلنا نقوم بتلك الزيارات جماعات سواء مع الأسرة وأنا صغير أو مع المدرسة وزملاء الدراسة أو حتى مع أصدقائي وزملائي بالعمل، وبالطبع عشقي للتاريخ وتراث المملكة جعلني أزور عددًا من المواقع التاريخية بالرياض القديمة ومنها سوق الزل والدرعية والجنادرية، وهو ما رسم في ذاكرتي ونحت في وجداني الطريقة التي عاش بها أجدادنا. ومن جهتها عبرت الطالبة الجامعية سارة الشريف عن اعتزازها وفخرها بأن المملكة تزخر بتاريخ مشرف يدل عليه ما تتمتع به من تراث وطني هائل يعود لمئات وآلاف السنين، موضحة أنها تفتخر بكونها سعودية ويزداد هذا الفخر عندما تزور أي معلم أثري أو تراثي يشير إلى تاريخ المملكة الضارب في القدم أو يبرز كيف عاش الأجداد وناضلوا ضد كل الظروف الصعبة التي مروا بها خلال حياتهم من أجل بناء مملكتنا الغالية، مؤكدة أنها زارت الكثير من الأحياء القديمة والأماكن التراثية بالرياض، حيث تقيم مع أسرتها، كما أنها تحرص على زيارة المواقع الأثرية والتراثية والمتاحف بكل مدينة تزورها بالمملكة مع والدها وإخوتها لاكتشاف المزيد من المعلومات التاريخية عن أرض الأجداد. أما عبدالله الشهري الذي يعمل في مجال التجارة، فيطالب بوضع برامج سياحية تحفز السعوديين على زيارة المواقع التراثية والعمرانية للتعرف على حضارة أجدادهم، ويقول الشهري: أزور الكثير من الدول والمدن بالعالم عربيًّا وعالميًّا، فأنا أعشق السفر والترحال، وفي كل سفرياتي أبحث عن تاريخ تلك المدن التي أحط رحالي بها، وأكتشف أسرارها من خلال آثارها وتراثها الذي يشهد ويدلل على أصالتها وتاريخها الحافل، وبالطبع يتم ذلك في أجواء سياحية ممتعة تزخر بالخدمات ووسائل الترفيه عبر طرق معبدة وتنظيم لمواعيد السفر والزيارات والرحلات، ولعل أغلب المواقع الأثرية والأماكن التراثية بالمملكة تحتاج إلى مثل ذلك، لأن غياب هذه المحفزات السياحية يدفعنا للتقليل من زياراتنا للأماكن التراثية الأثرية داخل الوطن رغم كثرتها وتنوعها الكبير، وأتمنى من الجهات المسؤولة العمل على زيادة الخدمات السياحية والترفيهية بالمواقع الأثرية والتراثية حتى يتسنى لنا كمواطنين التعلق والارتباط بتراب وطننا الغالي من خلال التعرف على تاريخه وحضارته.