الرياض – حسنة القرني مي الكثيري: نحتاج بشدة لقناة تراثيّة ومناهج دراسية للتعريف بالآثار الهاجري: برامج الآثار تعزز مفهوم الوطنية وتربط المشاهد بحضارة بلده الشدي: لا نحتاج لقناة تراثيّة ولدينا العديد من البرامج والمطبوعات استعرض عدد من المهتمين والمختصين بدراسة الآثار، مقترحات لزيادة الوعي لدى المواطن السعودي بأهمية المواقع الأثرية الموجودة في المملكة، لما يترتب على ذلك من نتائج إيجابية على مستوى المواطنة والسياحة الداخلية، وانتقد باحثون ومهتمون بالآثار والتراث، مستوى الوعي الاجتماعي الضعيف بالكنوز الأثريّة الغنيّة التي تحظى بها المملكة . إعلام مرئي وطالبت طالبة الماجستير بكلية الآداب (تخصص آثار قديمة) مي الكثيري وزارة الثقافة والإعلام بزيادة الوعي بالتراث لما لذلك من أهمية قصوى، وقالت: «أطالب وزارة الثقافة والإعلام بإنشاء قناة متخصصة بالتراث على أن تقوم بتوظيف خريجي الجامعات من كليات الآداب (تخصص آثار) وذلك لأنهم الأقدر على عرض تراثنا بحكم التخصص الدراسي والمعرفي وأيضا الميول التي ستسهم بلا شك في إنتاج مواد إعلامية مصاغة بحرفية أكثر. وأضافت الكثيري «نحن بأمس الحاجة أيضا إلى التعريف بتراثنا للجيل الجديد وذلك عبر المناهج الدراسية لذا أقترح على وزارة التربية والتعليم إدخال الآثار ضمن منهج التاريخ الدراسي كما على الوزارة أن تتبنى تنظيم رحلات ميدانية إلى المواقع الأثرية بهدف التعريف بها ». جهل مُركّب وحول مستوى الوعي والثقافة بالآثار في السعودية أكدت الكثيري على أن هناك «جهل وقلة وعي بأهمية الآثار ولولا ذلك لما تم العبث بالعديد من الآثار في بعض المواقع الأثرية لا سيما في شمال المملكة » وأضافت « لا نزال نحتاج لتثقيف الجيل الجديد بالتراث السعودي فحتى الآن لا يوجد لدينا من يهتم بهذا التراث ولو أجرينا استبيانا حول المناطق الأثرية في السعودية لو جدنا أن الجهل هو سيد الموقف وسنجد أن الإجابات تتمحور حول مدائن صالح والدرعية ومدينة جدة التاريخية والمتحف الوطني في حين أن لدينا مواقع أثرية كثيرة وبالغة الأهمية » وتواصل متأسفة: «للأسف الشديد قلة من يعرف أن لدينا في السعودية أقدم موقع أثري في العالم وهو (الشويحطية) الذي يعود للعصر الحجري ويوجد في شمال السعودية، كما أن حائل تضم آثارا عدة تعود لعصر الفراعنة لكن أحداً لا يعلم عنها شيئا وحتى الثمامة التي يقصدها الناس ربما أسبوعيا، قلة منهم من سمع بأن أقدم العملات تم اكتشافها فيها ». السياحة تدعم فيما أبدى اختصاصي الآثار محمود الهاجري عدم رضاه عما تقدمه وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في القناة الثقافية قائلا «ما يطرح في القناة الثقافية من برامج عن الآثار غير مرض لي كآثاري من حيث المعلومات كما ومحتوى لكن ذلك قد يكون مرضيا للمتلقي في الوقت الحالي،وأفضّل أن يكون لدينا في الوقت الحالي قناة متخصصة للسياحة تعنى بالآثار عبر برامج متخصصة وذلك لأن موضوعات الآثار غير قادرة على تغطية برامج القناة» ولكن ذلك بحسب رأيه «سوف يسهم في تعزيز مفهوم الوطنية عند المتلقي » مذكرا بأن « الدمج بين السياحة والآثار كان له بالغ الأثر في خدمة الآثار إعلاميا لذا لا مانع من استمرار دعم السياحة للآثار». فصل السياحة عن الآثار و أرجعت أريج الموسى عدم الوعي بقيمة الآثار لدى المواطنين إلى قلة التعريف بالآثار في السعودية قائلة “لا يوجد توجه جاد للتعريف بالآثار في بلادنا وما يطرح في القناة الثقافية مكرر، لذلك نجد استخفافاً من بعض الناس بالآثار، وعدم وعي بقيمتها، وأكبر دليل على ذلك، ما حدث لبعض الآثار من تخريب لا سيما في منطقة الشمال” واقترحت الموسى أن يتم فصل هيئة السياحة والآثار كون الأولى تخدم الثانية في دائرة السياحة دون أي تخطيط ودراسة منظمة، وهو ما يضر بالآثار! القناة ليست ضرورة و رأى مدير عام المركز الإعلامي بالهيئة العامة للسياحة والآثار ماجد بن علي الشدي عدم جدوى تخصيص قناة للتراث بقوله « في ظل الجهود المتنوعة التي تقوم بها الهيئة في شتى وسائل الإعلام المحلية والدولية للتعريف بالآثار وتحظى بإقبال كبير لا أعتقد أن هناك حاجة ملحة لتخصيص قناة تلفزيونية قد لا تحظى بالإقبال المطلوب، وتحتاج هي نفسها إلى حملة للتعريف بها قبل أن تبدأ في التعريف بتراثنا «. موضحا أن الهيئة «تتعامل مع قطاع السياحة وقطاع الآثار بشكل متساو بهدف حماية الآثار والتعريف بها ثم الاستفادة منها في المجال السياحي، لذلك فإن كل قطاع منها يفيد ». متاحف عديدة وأضاف « إن إبراز موروث المملكة الحضاري والثقافي والتاريخي وتعريف المواطنين والأجيال الناشئة به يحتاج إلى برامج مكثفة وتضافر جهود كافة القطاعات والجهات الحكومية المعنية لتحقيقه وذلك بصفتها مهمة متصلة بهويتنا الوطنية ». مؤكدا دور الهيئة في التثقيف بقيمة الآثار بقوله « تدرك الهيئة بحكم مهامها واختصاصاتها قيمة التراث الوطني الكبير المتمثل في الآثار والتراث والمتاحف والحرف اليدوية، وتعمل بكل جهودها على إبراز هذا الإرث، وتوعية المجتمع بأهميته، وذلك لتحقيق القدر الأكبر من الوعي والاهتمام والفخر بالمكونات الحضارية الوطنية، وذلك عبر المسارات التعريفية والتوعوية المناسبة، وتنفيذ المشروعات والبرامج التي تساهم في إبراز التراث الوطني وتنميته، وتفعيل دور المجتمع في تحقيق ذلك ». البعد الحضاري وأكد الشدي في الوقت نفسه على «إن مهمة إحداث التأثيرات السلوكية وتحقيق النقلة النوعية في وعي المواطنين تجاه تراثهم الوطني تحتاج إلى حشد الجهود المتكاملة للوصول إلى التأثير المرغوب، ومن هذا المنطلق تبنت الهيئة مبادرة لتعزيز «البعد الحضاري» تسعى إلى وضع مكتسباتنا الأثرية والتراثية والتاريخية في المكانة التي تستحقها، وتسليط الضوء عليها بما يتلاءم مع قيمتها الاستثنائية، وإنجاز المشروعات المتعلقة بالآثار والتراث العمراني والمتاحف لتكون شواهد حضارية في كل منطقة من مناطق المملكة، بالإضافة إلى تكثيف الجهود في مجال استعادة الآثار من الداخل والخارج.» منهج الشراكة وحول دور مؤسسات الدولة الأخرى قال الشدي « يتم حالياً تنفيذ برامج موجهة إلى المؤسسات التعليمية، وبرامج أخرى موجهة إلى المجتمع والشركاء، ففي مناهج التعليم – مثلاً – تعمل الهيئة على تعزيز التواصل بين الإنسان والمكونات الحضارية على أرضه، وذلك من خلال طرح المعرفة وتعليمها للأجيال الناشئة عبر تصورات علمية وسلوكية تربوية ومنظمة بالمناهج الدراسية ومقرراتها، وأن يقدم المخرج النهائي للمشروع تصورات تربوية ومهارات سلوكية وموضوعات مستقلة حول البعد الحضاري للمملكة بكل مكوناته، (آثار، تراث مادي وغير مادي، تراث عمراني، تاريخ مكتوب)، لكل مرحلة دراسية على حدة، ويشمل المشروع آليات لتفعيل النشاط الطلابي كجزء من عملية ترسيخ مفهوم البعد الحضاري للمملكة في الأنشطة الطلابية، وبرامج إدارة النشاط الطلابي، ومنها على سبيل المثال برنامج التربية السياحية المدرسية «ابتسم». ورش متحفية وحول ما تضمنته مبادرة البعد الحضاري قال الشدي «برنامج التربية المتحفية يتكون من مشروعين هما: ورش العمل المتحفية في المتاحف، ومشروع زيارات الطلاب الميدانية للمواقع الأثرية، حيث يقوم الأول على أن تنظم المتاحف ورش عمل وبرامج مساندة للمنهج التعليمي الرسمي لوزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، من خلال الربط بين المنهج كمادة نظرية وبين المادة المعروضة في المتحف كمادة علمية محسوسة، يشارك فيها الطلاب ومعلموهم ومعلماتهم، وكذلك المنظمون للورش والفصول المتحفية من منسوبي المتحف أو من الجهات الأخرى من المتخصصين في مجالات علمية متعددة، ويتضمن البرنامج مواد إضافية أخرى، مثل المحاضرات، والألعاب، والرسم والتشكيل بالطين، مع مراعاة تقديم برامج خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة. أما مشروع زيارات الطلاب الميدانية للمواقع الأثرية فيقوم على تنظيم زيارات لطلاب المدارس والجامعات للمواقع الأثرية والتراثية، حيث يقومون بالاطلاع على الآثار الخاصة بمنطقتهم والقريبة من محيطهم الجغرافي، والتعرف عليها وتطبيق برنامج تحضيري وتطبيقي يتم فيه جمع البيانات والمعلومات عن الموقع الأثري، وتُقدّم كتقرير أولي للمشرف «.معرض الروائع وقال مسؤول الإعلام في الهيئة العامة للسياحة والآثار ماجد الشدي إنّ اهتمام الهيئة بالتعريف بالآثار خارج المملكة يجيء بإعداد برامج ومشروعات تستهدف المجتمعات الدولية لإبراز صورة المملكة العربية السعودية بصفتها وريثة سلسلة من الحضارات العريقة التي توّجها الإسلام، ومن أجل ذلك أقامت الهيئة معرض روائع آثار المملكة الذي زاره حتى الآن أكثر من مليون زائر في محطاته الأربع (فرنسا، إسبانيا، روسيا، ألمانيا)، وكذلك تسجيل المواقع في قائمة التراث العالمي التي تُوِّجت بتسجيل موقعين حتى الآن وهما « مدائن صالح» و «الدرعية التاريخية»، وقد نجحت الهيئة في عرض القطع الأثرية في عدد من المتاحف العالمية، ومشاركة العلماء والباحثين السعوديين في المؤتمرات الدولية التي تُعنى بالآثار والتراث العمراني. حملة إعلاميّة ويقول الشدي: من المسارات المهمة التي تضمنتها مبادرة البعد الحضاري للتعريف بتراثنا الوطني مسار التوعية والتعريف الذي ركز عليه سؤالكم، حيث تم إطلاق الحملة الإعلامية لتعزيز البعد الحضاري متضمنة العديد من البرامج والمشروعات المهمة التي تستهدف تأسيس الوعي، وتعزيز المفاهيم، وإعادة الاعتبار لتراثنا الوطني الثري بمكوناته المختلفة حيث تسعى الحملة الإعلامية لتعزيز البعد الحضاري إلى توظيف كافة الوسائل لتحقيق أهدافها وإيصال رسائلها إلى الجمهور المستهدف، ومن ذلك تكثيف النشر حول مجالات البعد الحضاري في مختلف مطبوعات الهيئة، سواء المطبوعات الدورية التي تصدر عن الهيئة باللغتين العربية والإنجليزية، مثل: مجلة ترحال، ومجلة السائح السعوديSaudi Voyager ، ونشرة السياحة والآثار السعودية، أو إصدار مطبوعات تعريفية بالمواقع الأثرية والتراثية والمناسبات المختلفة، وكذلك البرنامج التلفزيوني «سياحة سعودية»، وبرنامج «تاريخ وحضارة»، وكذلك برنامج «حضارتنا» الذي تبثه قناة الثقافية بشكل أسبوعي، كذلك التقارير التلفزيونية التي تبثها القنوات العربية الدولية عن التراث السعودي بالتنسيق مع الهيئة. أفلام وثائقية وعن إنتاج أفلام وثائقية تنقل للمشاهدين آثار وتراث المملكة، قال مسؤول الإعلام ماجد الشدي «تعمل الهيئة على إنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية تحمل اسم « السعودية ملتقى الحضارات « لتصوير المواقع الأثرية والتراثية التي تزخر بها المملكة، وسيتم بثها قريباً عبر مختلف قنوات التلفزيون السعودي بإذن الله للتعريف بالبعد الحضاري للمملكة وذلك في إطار التعاون والتنسيق المستمر بين الهيئة ووزارة الثقافة والإعلام، وكذلك يجري العمل على إنتاج مسلسل كرتوني يستهدف تعريف الأطفال بالتراث الوطني. كما يوجد تعاون وتنسيق مستمر بين الهيئة والإذاعة لتكثيف التعريف با=لثروة الأثرية والتراثية التي تزخر بها المملكة من خلال عدد من البرامج الإذاعية مثل برنامج «سواح»، وكذلك إنتاج إضاءات إذاعية تستهدف بث التوعية والتعريف بضرورة المحافظة على المواقع الأثرية والتراثية والعناية بها ». “السياحة” لم تفعل سوى حصر وتسييج الآثار اتهم مهتم بالآثارالسعودية ظافر الشهري هيئة السياحة والآثار بالتقصير في تعريف المواطنين والمواطنات بالآثار الموجودة في السعودية قائلا “للأسف هيئة السياحة والآثار لم تقم بعملها علي أكمل وجه فيما يختص بالسياحة فما بالك بالآثار التي هضمت ولم تستطع طوال السنوات الماضية من تعريف المواطنين والمواطنات بالتراث والآثار كما يجب، مؤكدا كذلك على تقصير وزارة الثقافة والإعلام، وقال: ليس هناك أي قناة او مرصد يقوم بتعريف الناس بالآثار القيمة الموجودة في بلادنا، فهل سمع أحدٌ من قبل عن مقر نبي الله شعيب، أو عن قصور حاضر، والتي توجد من قبل الاسلام. وأضاف: للأسف هيئة السياحة والآثار لم تحاول التعريف بالآثار إنما قامت بحصرها وتسييجها”. آثار الرجاجيل في منطقة الجوف