حملت حادثة القارب البحري «ديسكفري» بينبع فصولا مبكية وأخرى ناطقة بالبطولة وأثبتت أن هناك رجالا يسترخصون أعمارهم من أجل انقاذ طفل أو رجل عجوز أو امرأة مسنة.. تفاصيل ما أغربها تحكيها ليلة نشوب الحريق فى هذا القارب السياحي الذي اختارته الجموع ليكون جسر نزهتهم وما كانوا يدرون أنه سيتحول إلى نعش من نعوش الموت.. الحكاية بدأت بانفجار فى مؤخرة القارب نتيجة التماس كهربائي -حسبما أفادت المصادر- وانتهت بوفاة سبعينية ونجاة أطفال صغار قبل أن يلتهمهم البحر. «المدينة» تستعيد قصة السفينة ورجالها والمرأة المتوفاة وتقف على موقع الحدث عن قرب حريق اليخت البداية التماس كهربائي نتج من مكيفات اليخت وتسبب في انفجار في مؤخرة القارب عند وصوله الى «المرسى» لإنزال الركاب المتنزهين معه ولكن الانفجار ونشوب الحريق في مؤخرة القارب منع الركاب من الخروج من القارب فما كان من المتنزهين رجالا ونساء وأطفالا الا القفز من القارب الى البحر ومنهم من نجح في القفز على المارينا «السقالة» إلا أن حادث الحريق نتج عنه وفاة امرأة سبعينية ونجاة 10 اشخاص من بينهم 5 اطفال وفاة “المسنّة" أحد العاملين بالمرسى عواد الجهني قال: بعد الانتهاء من الحادث ونقل جميع افراد الاسرة الى المستشفى واثناء التحقيقات لمعرفة اسباب الحريق مع الجهات المعنية تحدث معي أحد أقارب السيدة السبعينية التي توفت وذكر لي انهم كانوا في طريق عودتهم الى الرياض بعد ان قاموا برحلة سياحية بينبع وطلبت السيدة السبعينية منهم قبل السفر القيام بجولة بحرية في شرم ينبع وعلى حسابها وبالفعل استجابوا لطلبها وقاموا بالذهاب الى المرسى واستئجار قارب كبير ليتسع لجميع افراد العائلة وحدث ما حدث بعدها مضيفا أن الاسرة كانت في مكةالمكرمة وقامت السيدة رحمها الله باداء العمرة قبل ذهابهم الى محافظة ينبع. بطولة كابتن مساعد كابتن الديسكفري قال: كانت مهمتي في الرحلة الجلوس في مؤخرة القارب والتواصل مع الكابتن بالإضافة الى الانتباه الى الاطفال واثناء شعورنا واستماعنا للانفجار ونحن في طريقنا الى النزول من القارب كان بجواري طفلان فقمت بحملهما سريعا والقفز في الماء مباشرة خوفا عليهم من الحريق وقمت بايصالهما الى المارينا وعدت مرة أخرى لأنقذ النساء وقمت بمساعدة من أصحاب القوارب المتواجدين بالقرب منا وزملائنا في المرسى بحمل سيدتين من الماء وكانت احدى السيدات وهي خادمة منزلية تحمل طفلة رضيعة على يديها فوق الماء وهي تغوص وعلى الفور قمنا بسحبها من الماء هي والطفلة ولكنها لم تترك الطفلة حتى وهي تغرق ولكن الحمد لله تمكننا من سحبها واضاف كدت ان اغرق اثناء محاولتي انقاذ احدى السيدات من الماء خاصة ان السيدة كانت لا تجيد السباحة وتسحبني تحت لكي تطفو ورغم محاولتي المتكررة الا انها كانت خائفة جدا ولكن احد اصحاب القوارب القريب تمكن من سحبها من الخلف بشكل سريع وانتشالها من الماء» تضافر الجهود وعن السيدة السبعينية رحمها الله ذكر أحد العاملين بالمرسى اثناء عمليات الانقاذ وتضافر الجهود من الجميع واشتعال النيران من القارب قبل قطره الى البحر مرة اخرى كنا ننقذ الركاب الذين قفزوا الى الماء ومن ضمنهم سيدة سبعينية تمكنا من انتشالها من البحر بعد ان سقطت في الماء وكانت ثقيلة في الوزن وقمنا بإخراجها مع مساعدة عدد من الرجال وتحدثت معي وقالت لي با ابنى على مهلك علي انا كبيرة وكانت تتحدث حتى وصلت الى السيارة التي نقلتها الى المستشفى وبعد ذلك سمعنا انها توفيت رحمها الله». إنقاذ الصغار صالح الرفاعي، وتركي مبارك، وعاطف الفايدي، وحامد الانصاري، ووديع طلعت، وعلي ناجي مغربي، وسعيد العرفي، وسالم عطاوي وهم أصحاب قوارب نزهة كانوا متواجديدن بالموقع وقت حدوث الحريق بالقارب قاموا بأعمال انقاذ تمثلت في استخراج المتنزهين من البحر سريعا غير خائفين من احتراق قواربهم او تعرضهم الى الخطر او الخسائر وكانت الفكرة الأهم حياة الناس وانقاذهم ولعل اخطر ما قام به المنقذون هو صعود احدهم على متن القارب اثناء اشتعاله وحمل احد الاطفال والقفز به في الماء التماس كهربائي من جانبه قال الناطق الاعلامي بقيادة حرس الحدود العقيد حسين مسلم الجهني ان سبب الحريق هو التماس كهربائي صدر من مكيفات اليخت ونتج عن الحريق وفاة امرأة سبعينية بسبب تعرضها لحالة غرق واحتراق ادى الى توقف القلب والتنفس ومن ثم وفاتها بمستشفى ينبع العام اما بقية افراد الاسرة فهم في حالة جيده ولله الحمد.