رسالة من كاتبة عربية إلى قلمها عزيزي أيها القلم... تحت سقف الحرية كان لقاؤنا الأول ...و حديث دار بيننا عن رحلة إلى عالم نقي من الأحزان...و أطفال يرسمون أحلامهم...وعشاق يحترفون الشوق جميلةُ كانت أحلامنا...و رائعاً كان ميثاقنا و لا أذكر أني ارتكبت ما يستوجب جحودك وغدرك الآن .. فما رضخت أبداً تحت إغواء ارتفاع سعر برميل الحبر في السوق الثقافية السوداء ولم أسيّس أبدا إرضاءك مع رضا النقاد بما يرضي صاحب البضاعة الثقافية وما تركت هماً إلا وبسببك حُجِز لي سرير فيه بأحلامي... وما تركت رصيفًا إلا و علمتني التسكع فوق حجاراته بأفكاري.. ولم أحتلْ على المفردات و الجمل ولم أخفْ من أولياء الثقافة فيرمون بي على أرصفة الظل و متاهات التهميش فماذا تريد بعد...؟؟ لم يبق من أحلامي إلا فتات...و حفنة من أوراقِ فارغة تتربصُ بفكرة عابرة فهل كنتُ أستحقُ منك ما أصابني...و أنا التي اتخذتك رفيقًا من بداية الحُلم الأولِ.. لمَ لم تكن صادقاَ معي منذ البداية...لمَ لم تصور لي أن الطريق إلى الحقيقة ستمر من تحت سيف شهريار...لمَ لم تخبرني إن أصحاب المناصب الثقافية أثبتوا أن قضية الحراك الثقافي آخر همهم إذا ما اشتموا رائحة لقلم حواء . أمّا و قد أدمنتك... أمّا و قد صار الوداع خلفنا و ليس من عشرتك بدٌ...فبالله عليكَ.... أخبرني إلى أين أنت ماضٍ بي قبل الرصاصة ...الأخيرة *- رسالة من القلم ...إلى الكاتبة : أما و قد اخترتِها مكاشفة فليتسع صدركِ إذاً لطول دفاعي... شرارةُ علاقتنا كانت على مفترق طريقين..و تذكّري إني كنت العربة و ليس من ينطلق بها...أما و قد اخترتِ الاتجاه فمن العار عليكِ أن تهربي من المسؤولية ...فالفرسان الصغار وحدهم يلقون باللائمة على الحصان و إذا كنت أنا عرّابك إلى الأرصفة و الهموم فمن أوصل بقية رفيقاتك للعالمية ونوبل وإلى الشهرة والمجد ..والخلود.؟؟ لماذا لا تعترفين.. إن هناك من زميلاتك من حلّقت ومن ارتفعت لتخوم الفضاء ولم تنحنِ.. ألا تعتقدين أنك مدينة لي باعتذار؟؟ و مع هذا يا رفيقتي لا يهون عليّ بأسك و خيبتك ..فلقد أحزنتِني و أوجعتِني و أنت تتحسسين قرب النهاية و سأبوح لك بسرٍ سيطيبُ له خاطرك.. إن معارك الكبار...لا يخوضها إلا الكبار و الشجاع المنتصر وحده من يملك الجرأة لينظر خلفه و أن تندمي على بياض رصيدك من المؤلفات .. لهو خير ألف مرة من أن تندمي على سواد اسمك بالتدليل عليه من بلاطٍ ثقافي لمحفلٍ فكري. ربما عشرتنا كانت مرهقة...لكن صدقيني كانت مشرِّفة وكريمة فلم تُحسبي لكتّاب سبوا أوطانهم و تنكّروا لدينهم ودخلوا بعالم الممنوع ليرتموا في أحضان شهرة يدركون تماما أنها سبب تخلف شعوبهم .. أما رصاصتك الأخيرة استقبليها بلا ندم..و لكن ليس برحابة صدر...بل برحابة ظهر فالموت خلاف الحقيقة لا يمكنكِ هزيمته و أنت تواجهينه ختاما- المقال مهدى لكل كاتبة عربية ... صاحبة قلم ..وقلبٍ حر ********* خارج السرب هل علينا أن نموت لنولد بفرصٍ ....جديدة [email protected]