* كل الوطن حزين بفقدك أيها الأمير.. صحراؤه حزينة.. رماله حزينة.. سهوله حزينة.. وديانه حزينة.. جباله حزينة.. حاضرته وباديته حزينة.. مدنه وقراه حزينة.. أحياؤه وبواديه حزينة.. أرضه وسماؤه حزينة.. رجاله، نساؤه، شبابه، شيوخه حزانى.. بحره، شجره، حجره، ماؤه "حزناء"... * كيف لا يحزنون وقد كنت لهم في أصعب المهمات سند الأمن، وظل الأمان الوارف... * كيف لا يحزنون.. وقد كنت فيهم طوداً شامخاً من العز تمنع عنهم الظلم والأحزان... * كيف لا يحزنون، وقد كنت لهم سداً منيعاً لعواصف هوجاء وأنواء مدمرة مرت على أرضهم، وطن المقدسات... * كيف لا يحزنون وقد كنت بينهم شهماً، أبيّاً، تعرف كبيرهم، ترعى صغيرهم، تحنو على ضعيفهم، تواسي أراملهم... * كيف لا يحزنون وقد كنت قريباً من عوائلهم وأسرهم وقبائلهم.. كيف لا يحزنون وقد كنت تؤازر مثقفيهم، تدعم مفكريهم، تهتم بصحفييهم... * كيف لا يحزنون وقد كنت مظلة الخير ترفرف فوق علمائهم ورجال علمهم وأهل التقوى والصلاح... يا سيدي فراقك آلمنا، وأبكى مآقينا، غير أننا سنظل نحملك في صدورنا ذكرى جميلة، كما حملت همومنا ورعيت أحوالنا وسهرت على استقرارنا... يا سيدي ندعو لك الرحمن الرحيم أن يشملك برحمته، وأن ينير قبرك، وأن يسكنك جنته.. فأنت ورب الكعبة أمير تستحق الخير.. [email protected]