تتضارب في الغالب مواعيد إقامة مهرجانات الإنشاد لدرجة أنه في وقت واحد ومدينة واحدة يقام أكثر من مهرجان مما يشتت جهود المتابعين لهذا الفن، ويحرم منشدين كبارا من المشاركة في مهرجانات معينة نتيجة غياب التنسيق بينها في تحديد انسب المواعيد لإقامتها. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة مع بدء موسم الصيف: كيف يمكن التنسيق بين المهرجانات الإنشادية تحت سقف جهة موحدة تختص بالتنظيم، والإعداد لها وبما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة منها؟، وكذلك كيف يمكن تفادى الآثار السلبية الناجمة عن تضارب مواعيد إقامتها.. "الرسالة" حاولت الاجابة عن تلك التساؤلات في سياق هذا الاستطلاع: بداية يرى المنشد رأفت جلال ان سبب تضارب مواعيد مهرجانات النشيد تعود في الغالب إلى أن لكل مهرجان جهة راعية ومنظمة له، لا تنسيق بينها مع الجهة الأخرى، وهنا تكمن المشكلة حيث ان كل منها تهتم بالموعد الذى تحدده للمهرجان دون مراعاة لمواعيد المهرجانات الأخرى والتأكد من ارتباط المنشد بمهرجان بعينه خلال فترة محددة مما يحدث تضاربا في المواعيد والأوقات، وقال: "مرة تجد الحفل في احدى الجامعات وتجد في نفس اللحظة حفلا آخر لمنشدين آخرين في حفلات لجهات أخرى في نفس اليوم وفي نفس المدينة مما ينتج عنه عدم مقدرة الجمهور على متابعة منشدين بعينهم، وكذلك عدم قدرة المنشدين أنفسهم على متابعة أداء زملائهم". واقترح جلال أن تكون هناك جهة عليا تهتم بهذا الفن أو تكون مسؤولة عن تنسيق هذه الحفلات، داعيا أن يكون هذا الفن من مهام رابطة الفن الإسلامي. مصالح شخصية ويضيف جلال أنه في الأسابيع الماضية كان هناك حفل في احدى الجامعات، ولم يكن هناك أي ترتيب له مع الجهات الأخرى مما قد يؤثر سلبا على النشيد وجماهيره، فهذه الجهود الفردية لا تخدم الفن والنشيد فكل جهة راعية لأي حفل تخدم مصالحها الشخصية فقط ولكنها في نفس الوقت لا تخدم المجال الفني بشكل عام والإنشادي بشكل خاص وهنا تكون المشكلة. ويقترح أن تكون هناك حفلات إنشادية ضخمة بشكل سنوي تقام ويجتمع بها أغلب المنشدين الكبار وتختلف الأناشيد التي تلقى فيها وكذلك يكون هناك تغيير للمنشدين بشكل عام مع مراعاة وجود المنشدين الذين لهم ثقلهم في هذا المجال والفن. أوقات الذروة من جهته أشار المنشد فواز الفواز إلى أن سبب تضارب كثير من المهرجانات الإنشادية والحفلات هو انعقادها في أوقات الذروة مثل موسم الاجازات الصيفية، مضيفا أن هناك أيضا مناسبات طارئة تخلق حالة من الارتباك بين منظمى مهرجانات الإنشاد. ورغم إقراره بالتضارب استبعد الفواز في الوقت ذاته أن تكون هذه القضية مؤثرة على النشيد، بل بالعكس يعتقد ان لها ايجابيات مثلما لها سلبيات، وأنها تعطى مؤشرا على كثرة هذه المهرجانات وتزايد الاهتمام الشعبي بهذا اللون الفني، وقال:هذا أمر مطمئن بأن الساحة الإنشادية في حالة انتعاش ولو موسميا. جهة موحدة واقترح الفواز إنشاء منظمة متخصصة للإنشاد والمنشدين وكل ما يتعلق بأمور العاملين في هذا المجال، وعندما ترغب جهة ما فى تنظيم مهرجان أن ترفع خطابها لهذه المنظمة بأسماء المنشدين والمشاركين وكل ما يتعلق بترتيب الحفلات، على أن تقوم المنظمة بتنسيق مواعيد المهرجانات وتحدد الأسعار وتحفظ الحقوق، وما إلى ذلك كي يكون العمل أكثر احترافية، ويخرج للجمهور بصورة تليق بهذا الفن الراقي. وتمنى الفواز أن يرى في المستقبل القريب ساحة النشيد الإسلامي بصورة احترافية تقارع ساحات الفن الأخرى من حيث الشعبية والانتشار. أما المنشد خالد المرزوقي فيرى أن السبب واضح ومعروف لتضارب المهرجانات الإنشادية الصغيرة، وهو عدم وجود جهة راعية أو مسؤولة عن هؤلاء المنشدين، وقال: "لهذا نجد التشتت الحاصل بينهم، والنشيد الآن بحاجة إلى جهة ترعاه خاصة أنه بدأ النشيد يأخذ مساحات كبيرة على الساحة، ولابد من الاهتمام بالنشيد وبحفلاته". شكل عشوائي ويبدى المرزوقي حسرته على الأناشيد التي تقام بشكل عشوائي قائلا: "الحفلات الإنشادية العشوائية تضر بالنشيد أكثر من نفعها له، وإن أردنا أن نرفع شأن النشيد،علينا أن نبذل جهودا جبارة كما يفعل أصحاب الفنون الأخرى". وبين المرزوقي أنه من المفترض على المنشدين عدم المشاركة في المهرجانات التي تكون ذات طابع عشوائي وفردي لأنها تقلل من قيمة النشيد ولا تخدمه، وقال: "علينا القضاء على هذه الظاهرة لأنها تشكل ضررا على النشيد بشكل خاص". وأضاف: "هناك مهرجانات تقام للمنشدين بشكل سنوي وتكون شديدة الضخامة، وتصرف عليها مبالغ طائلة لتظهر بشكل حسن وجميل، وهذا ما نريده وليس الذي نشهده أحيانا من مهرجانات عشوائية، إلغاؤها خير من وجودها أساسا".