هناك قضايا مهمة للمرأة بحاجة ماسَّة لإعادة النَّظر، والجِديَّة في البحث وطرح الحلول، وتفعيلها ومتابعة تنفيذها . لقد فُوجئت بما حكته لي عدد من النساء المطلقات اللواتي رضين بالتضحية براحتهن ومستقبلهن، ونفضن أيديهن من كل مُتعة في سبيل التفرُّغ لتربية أبنائهن، فيما ذهب الآباء لبناء حياة جديدة،بعد ان أعلنوا براءتهم من مسؤولية الأبوة. من يُصدِّق أنَّ امرأة تُعيل أربعة من أبنائها ب(1200) ريال شهرياً، بواقع (300) ريال لكل فرد، هذه الثلاثمائة ريال مقابل كل شيء من مأكل، ومشرب، ومسكن، وملبس، ونقل، ومصروف مدرسة وجميع احتياجاتها، ومصاريف علاج، وحتى أزيدكم عجباَ فإنَّ الوالد أكاديمي ، أي أنَّه يأخذ بدل نُدرة إلى جانب العديد من البدلات، فهو في بحبوحة من العيش، بينما يعيش أبناؤه مع مطلقته في شظف بالغ.لا ذنب لهم إلاَّ أنَّهم أبناء امرأة مطلقة، كوفئت على تضحيتها بأن طَوِّق عنقها بالهموم، وأُجبرت على الكد ليل نهار لجمع بعض المال الذي قد يُعينها على سد بعض المصاريف. ومن أين لها أن تجد عملاً في ظل شُح الوظائف ؟؟ ألم يقرأ هؤلاء الازواج قوله تعالى : (لا تُضار والدة بولدها ولا مولود له بولده)وقوله:(لينفق ذو سعة من سعته ومن قُدِر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله) ، ألا يعيشون الواقع ويلامسون مشكلاته، ألم يحترقوا بلهيب ارتفاع الأسعار الذي أقلق المجتمع بأسره،وسرق النوم من جفون الآباء والأمهات الذين باتوا يفكرون ليلهم ونهارهم في كيفية توفير قوت عيالهم ؟ ماذا تفعل مثل هذه المرأة التي لن تلتفت إليها ولا إلى أولادها الجمعيات الخيرية بحكم عمل والدهم المرموق، ولن يتعاطف معها أحد من الأهل أو الجيران الذين يعلمون يقيناً أنَّ والد أبنائها لديه راتب هو أضعاف رواتبهم؟ فإذا كان المبلغ الذي خصص لأبناء دكتور قد يزيد راتبه عن خمسة وثلاثين ألف ريالٍ هو (300) ريال شهرياً، فكم هي نفقة الفرد الذي لا يزيد راتب والده عن (3000) ريال ؟ أو أنَّ النَّفقة للجميع واحدة لا ينُظر فيها إلى مقدرة الوالد؟ أليس من المُفترض أن يُلزم كل والد بتأمين السكن وجميع احتياجاته لأبنائه، ،وكذلك تأمين النقل وتأمين العلاج، ثم بعد ذلك تُحدَّد المصاريف ؟ أليس من المُفترض أن تكون اللجنة الموكلَّة بتحديد النَّفقات لديها علم براتب الأب بإفادة موثَّقة من جهة عمله ‘ومعلومات دقيقة عن مستواه الاجتماعي ؟ وأن تكون على دراية بأوضاع المواطنين المعيشية وما يطرأ عليها من تقلبات، وأن يكون من ضمن فريقها خبير اقتصادي يدرس احتياجات كل فرد تبعاً لظروف المُنفق، وظروف المُنفق عليه، و ياليت اللجنة تضم عناصر نسائية تعمل على تقدير الوضع ووصفه، فهي أخبر بالأسرة واحتياجاتها وحتى تكون صوتاً ممثلاً للمرأة. [email protected]