فتحت الإذاعات المحلية الجديدة التي انطلقت أخيرا عبر الأثير ال«إف إم» حظر الأصوات الذي طال بعض الفنانين زمنا طويلا ومنعت أصواتهم من معانقة أثير إف إم لأكثر من 17 عاما، إما لمحسوبيات فنية أو لعدم تجاوب الفنان مع الإذاعة. بعض الإذاعات كإذاعة MIX انتهجت أسلوبا جديدا فقد بدأت في البحث عن الأصوات المبتعدة وعن تلك الأعمال التي غابت سنوات طويلة بأصوات عربية وخليجية وأطلقت الحناجر الجميلة لتصدح من جديد بعيدا عن الاحتكار والحظر، فخرج وائل كفوري ونوال الزغبي وعبدالله رشاد وجواد العلي وجورج وسوف، ومحمد المسباح، ووعد، وأصوات أحبها الجمهور سنوات طويلة من خلال أعمال لم تعد محددة كما كانت الطريقة في إم بي سي إف إم، بل أصبحت أكثر بحثا عن الجودة والمضمون. كما أعادت الإذاعات أعمالا غنائية نسيها الجمهور من قديم المطربين، فعاد عبدالمجيد عبدالله للشدو من جديد بأغاني «يابو شفايف عنب، وطائر الأشجان، ولا تكثر اللوم»، وعاد محمد عبده بأغنية ردي سلامي، وأيوه، وانتعش مستمعو طلال مداح بروائعه الخالدة مثل وترحل، ولاتقول، والموعد الثاني، كل هذه الأعمال التي كانت موجودة في أدراج الفنانين بدأت في معانقة الهواء وبترحيب كبير من قبل الجماهير التي تبحث عن الطرب الحقيقي والأصيل بعد أن عاشت هذه الأعمال أعواما طويلة ولم يتعرف عليها جيل الإف إم. هذه الأعمال وظهورها عبر الأثير لها حيثيات مهمة؛ فالإذاعات لا تملك حقوق بث الأغاني الجديدة إلا القليل منها، أما تلك الأعمال فهي في متناول اليد بعد أن أصبحت ملكا للفنان بمرور عشر سنوات على إنتاجها أو أكثر. كما أثبتت إعادة بث هذه الأغاني أن ما يتناقله البعض أن الجمهور يبحث عن الهابط و«عايزين كدة» في المثل المصري، غير صحيح، فالمستمعون الذين انهالوا بالاتصالات على الإذاعات الجديدة مثل ألف ألف وميكس ويو إف إم يطالبون بإعادة بث الأعمال القديمة ورفعوا شعارات مساندة الأعمال القديمة والأرشيفية للفنانين في البرامج، حتى أن برنامج وردي وأزرق الذي بدأ أخيرا في اجتياح الإف إم بشكل رهيب أعاد هذا الزمن الجميل وأحيا الأغاني التي عاشت في الأدراج سنوات طويلة.