اقترب منّي، وأنا أجلس في مرفق ترفيهي عام، وهمس في أذني بصوتٍ خافتٍ خجولٍ: جيب مويه صديق؟ ورغم أنني لا أستشعر العطش، قلت: جيب صديق.. قال وهو يتوسم فيَّ الأمان: جيب بطاقة شحن صديق؟ قلت جيب. سألني عن النوع؛ فتلعثمتُ، حيث لا أستخدمُ البطاقات، اختار لي وجاب فئة العشرة، والعشرين، لأختار؛ فاحترت معه! إنه عامل نظافة، استقدمته شركة مشغّلة، ومن شهور وهي تماطل وتتلكأ في دفع راتبه، ورواتب زملائه الأربعين -على حد قوله-. أنا شغل شركة نظافة بس... ما في أمانة! أنا عقد غير.. راتب غير..! أنا أخلّص العقد، وأسافر صديق! قال صديقي السعودي -الذي لاحظ اهتمامي بصديقي البنجالي-: هؤلاء مساكين بالفعل.. بعض شركات النظافة المتعاقدة مع الجهات الحكومية لا تتقي الله فيهم! والنتيجة يلجأون لهذه السلوكيات، فيما يضطر بعضهم الآخر لنبش القمامة، بدلاً من رفعها، باحثًا عن العلبة المعدنية التي تؤمّن له ما لم تؤمّنه الشركة! الراااااااااابغي