أكدت بعض الأسر السعودية أنهم درجوا على استئجار الاستراحات في الصيف لإحياء الروابط العائلية بعد الانشغالات الحياتية التي اعترتها على مدار بقية العام، مشيرين إلى أنهم عادة ما يتجهون إلى استئجار الاستراحات الخاصة التي تتسع لإقامة الاجتماعات العائلية الكبيرة بعيدًا عن المنازل المغلقة التي ربما لا تقضي الغرض المنشود من دعوة الأهل والأصدقاء. وأكد عدد من الأسر في حديث ل «المدينة» أن أصحاب هذه الاستراحات انتهزوا هذه العادة الاجتماعية وبالغوا في إيجارات هذه الاستراحات ليصل الإيجار اليومي للاستراحة الواحدة إلى 4000 ريال بدون توفير وسائل الأمن والسلامة في حين أن الإيجار العادي لها لا يتجاوز 1400 ريال. وتتهم فادية المولد أصحاب الاستراحات باستغلال المواطن عندما يبالغون في الإيجارات خاصة أن بعض الاستراحات لا ترقى للمستوى المناسب بل لا تتعدى أن تكون بمثابة حوش به غرفتان ومسبح، مشيرة إلى أنها تحت ضغط الحاجة إلى تغيير جو المنزل تضطر إلى قبول إيجار الاستراحات بهذه الأسعار المرتفعة خاصة أن لديها أطفالا تود أن يأخذوا راحتهم في اللعب بعيدًا عن المنازل المغلقة. وتذكر سميرة انها أقامت مؤخرا حفل نجاح ابنتها في إحدى الاستراحات التى كلفها الإيجار فقط نحو3 آلاف ومع إضافة بعض المستلزمات الأخرى وصل قيمتها الإجمالية 5000 ألف مطالبة بوجود رقابة على أصحاب تلك الاستراحات. وتطالب أم راكان ضرورة وضع ضوابط لتحديد إيجارات الاستراحات كذلك مراعاة ضوابط الأمن والسلامة وحماية للأطفال، والعمل على توفير وسائل السلامة داخلها متذكره حادثة لابن أخيها وقعت في إحدى الاستراحات قائلة: جئنا من مكة العام الماضي للشعبنة في إحدى الاستراحات والتي يوجد بها مسبح وطلبنا من الحارس إقفال المسبح كي لا يتسلل الأطفال إلينا لكن فوجئنا أن ابن أخي استطاع التسلل إلى سور المسبح من احد أعمدته المكسورة لكن الله ستر عندما لاحظه والده وتمكن من إخراجه بالقرب من المسبح. في المقابل دافع عباس الحربي مالك إحدى الاستراحات عن المغالاة في الأسعار، مشيرًا إن سعر تأجيرها يرتفع قليلا خلال الإجازات، وهي زيادة تعد طفيفة مرجعًا الارتفاع إلى تكاليف الصيانة الدورية التي يقوم بها مالكو الاستراحات، إضافة إلى العمالة التي تعمل بها وتقوم بتنظيفها بعد انتهاء المناسبة لهذا ترتفع أجورها نسبيًا في الإجازات. بينما يرى عبدالوهاب عبده مدير إحدى الاستراحات بشمال جدة أن سعر إيجار الاستراحات يتراوح بالليلة ما بين 1500 إلى 3000 آلاف ريال وذلك وفق مساحة الاستراحة وتقسيمها وعدد الغرف والخدمات التي تقدم، إضافة أن الاستراحات في الصيف قد يرتفع سعرها قليلاً نتيجة الإقبال المتزايد عليها. أمَّا عثمان مهدي مشرف على إحدى الاستراحات يؤكد أنه يقوم بتأجير الاستراحة ب 4 آلاف لليلة الواحدة، لافتًا أن السعر يعد معقول جدًا لأن إدارة الاستراحة تتكفل بتنظيف المكان وتهيئته للمستأجر فكثيرًا ما يأتي إليه مستأجرون يطلبون الاستراحة منذ الصباح إلى الليل وبعد المغادرة تحتاج إلى يوم عمل شاق لتنظيف المكان وإعادته كما كان إضافة إلى أن استهلاك الكهرباء كان سببًا في رفع الإيجار.ومن جهته وصف اللواء عبدالله جداوي مدير إدارة الدفاع المدني بجدة هذه الاستراحات بمثابة الصداع بالرأس لعدم وجود ضوابط محددة وعدم اهتمام أصحابها بوضع لوحة توضح إنها معدة للتأجير، لافتًا إلى ان تأجير مثل تلك الاستراحات يتم من قبل المالك من تلقاء نفسه مخالفًا بذلك الأنظمة والتعليمات والضوابط ليس فقط ضوابط الدفاع المدني بل يتعدى الأمر إلى الضوابط الأمنية مما يشكل عبئًا إضافيًا عندما يؤجر هذه الاستراحات من الباطن لأجل مصلحة.وأضاف أن التأجير قد يقوم به حارس الاستراحة بدون علم صاحبها المؤجر وقد يصل الإيجار إلى ساعة وساعتين.