أختي ذات الخمسة عشر ربيعًا أصبحت عدوانية، كثيرة الشتم والسب، ولم يسلم منها حتى والديها.. وهي مع الآخرين حسنة السلوك والأخلاق، حاولت كثيرًا التقرب منها دون فائدة.. بل تتهمني وأختي الكبرى بالتحزب ضدها.. ما رأيكم؟.. وماذا يمكننا عمله لمساعدتها؟. هناء - جدة يجيب عن التساؤل خبير التنمية البشرية والتطوير الاداري الدكتور محمد فتحي حسن، فيقول: قد يكون هذا راجعا لطبيعة المرحلة التي تمر بها وهي مرحلة المراهقة، حيث إن فترة المراهقة قد تطول وقد تقصر حسب المجتمعات. ويرى الباحثون أن مرحلة المراهقة تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد، وبالتالي فهي تمر بتغيرات رهيبة.. ففترة المراهقة تعد بمثابة أرض محايدة للمراهق، فلا هي أرض الطفولة التي يعرفها ويجيد التعامل مع مكوناتها، ولا هي أرض الرشد -التي لا يعرف عنها شيئًا أصلًا-. والمراهق غالبًا ما يكون في وضع غامض محير بين الاثنين، لا يعرف مركزه أو ماهية الأدوار التي يتحتم عليه القيام بها. والمراهق يتصف في تلك المرحلة بعدم الثبات الانفعالي فهو يتأرجح بين المتناقضات (حب - كره - فرح - حزن - حماس - فتور)، الحساسية الزائدة، ونقص الثقة في النفس ويرجع ذلك نتيجة لشعوره بالاستقلال، ولكنه لا يستطيع الاستقلال فعليًا، والانفعال الشديد ناتج عن عدم الثبات الانفعالي، والعناد المستمر مع الذي يعطيه النصيحة طالما انه ليس بصاحب له أو مقرب إلى قلبه، ولذا مطلوب أن نحدد الأسباب ومعرفة الدوافع المؤدية إلى هذا السلوك العدواني.. فإن كانت طبية يجب الرجوع إلى اختصاصي في هذا الشأن، وإن كانت نفسية يجب القضاء على هذا المؤثر بمزيد من الحنان والاحتواء بالحب وتقدير الشخص، وإن كانت أسرية يجب تحاشى النزاعات الزوجية الشديدة، وإن كانت ناتجة عن المراهقة فلا يجب التعامل معها بفظاظة أو بعنف، فالمراهقون يتعلمون العصبية في معظم الحالات من الوالدين أو المحيطين بهم، كما أن تشدد الأهل معهم بشكل مفرط، ومطالبتهم بما يفوق طاقاتهم وقدراتهم من التصرفات والسلوكيات، يجعلهم عاجزين عن الاستجابة لتلك الطلبات، والنتيجة إحساس هؤلاء المراهقين بأن عدوانًا يمارس عليهم، يؤدي إلى توترهم وعصبيتهم، ويدفعهم ذلك إلى عدوانية السلوك. أما مدخل العلاج معها فهو أن المراهق يحتاج إلى من يتفهم حالته النفسية ويراعي احتياجاته الجسدية، ولذا فهي بحاجة إلى صديق ناضج يجيب عن تساؤلاتها بتفهم وعطف وصراحة، صديق يستمع إليها حتى النهاية دون مقاطعة أو سخرية أو شك فهل أنت تلك الصديقة؟ يجب أن تكون أنت.. التوقف الفوري عن محاولات برمجة حياة الأخت لما نريد بالأوامر والنصائح ونقدم بدلًا منها الحوار، والتحلي بالصبر، واحترم استقلاليتها وتفكيرها، والتعامل معها كشخص كبير، وغمرها بالحنان وشملها بمزيد من الاهتمام.. ابتعدي عن مواجهتها بأخطائها، ادعمي كل تصرف إيجابي وسلوك حسن صادر عنها.. سري لها بملاحظات ولا تنصحيها على الملأ.. واجتهدي في منعها من الأخطاء التي لا يمكن التجاوز عنها كالتطاول على الوالدين أو الإساءة إليهما.. واقترحي عليها عدة هوايات، وشجعيها على القراءة لتساعديها في تحسين سلوكها.. وتجاهلي تصرفاتها التي لا تعجبك.