قالت ابنة الخامسة عشرة لأمها حين وبختها لكونها عسرة صعبة المراس : "أنت لا تفهمينني فيما اشعر ذات يوم بأنني كبرت إذ بي أشعر في اليوم التالي بأنني ما أزال طفلة، إنني ضائعة لا أعرف من أنا". أحمد في الرابعة عشرة من العمر تملكه شعور قوي بنفاذ الصبر، ليقينه أنه قادر أن يكون رجلا بالغا لو اتاح له والداه ذلك وكف عن لومه وتوجيهه وحمايته، كان مصمما على اظهار قدرته على الاستقلال في كل شيء بتصرفات سلبيه ، مثل التمرد والجموح والمشاكسة ازاء اي توجيه او نصيحه من والديه .. بعض الاهل يتشبثون بالسيطرة على أولادهم في سن الطفولة ويحاولون تشديد قيودهم في سن المراهقة، ويمتعضون من بروز الاستقلالية لدى ابنائهم فيعملون على احباطها بكل قوة بدل من اعطاء ابنائهم المراهقين قسطا من الحرية والاستقلال .. لذلك نجد بعض الشباب ينخرطون في ثوران عاطفي للشباب "ذكورا واناثا" يعسر على الاهل التعرف على السلوك الاصح الذي يجب ان يتبعوه من اولادهم في تلك المرحلة "وأن يعرفوا أيا من أعمالهم هو الاحسن" فالابناء بين سن الثانية عشرة والثامنة عشرة يكونون اكثر احساسا ومرهفي الحس غير قادرين على تحمل التغيرات الداخلية والجسدية لكنهم يكونون جديين مع ذواتهم كل الجدية. وهم على أهبة الاستعداد لتلقي الإهانة واحتمال الاذى . لذا يحذر الاطباء النفسيين الاهل من الوقوع في الخطأ وعليهم أن يتصرفوا بحكمة وحذر خشية اذلال اولاد أو جرح مشاعرهم لأن انزعاجهم من اخطاء وهفوات ابنائهم لا يقاس بما يعانيه المراهق من المشاكل الفكرية والروحية. فلننتبه ولنجعل الحياة ميسرة لا قاسية على الابن وتوفير بيت يسوده الوئام والمحبه وأم قوية محبة غير متزمتة و لامتراخية قريبة من ابنتها تساندها بحنو وتوجيه لا التواء فيه لمساعدتها على اجتياز مرحلة البلوغ بثبات ووعي متكامل ولتمكنها من اتخاذ المواقف الصحيحة آنيا ومستقبلا كي تتسم نظرة الابنة نحو الزواج والامومة بالفرح والتقبل والانشراح . لا ان تنظر للامر بجملته كلعنة متسكرهة. كذلك يجب تشجيع الابن والفخر برجولته وطمأنته. أما إذا بدا للمراهق والمراهقة ان الامر عسير وعومل بخشونة وتعسف قد يحدث له لاسمح الله نكوص تؤدي الى صراع مدمر معه حيث يمكن ان تزداد لديه احلام اليقظة ويؤدي ذلك الى ابتعاده عن الحقيقة والواقع يعني صورة من "التخلف العقلي" أو الى مراهقة مضطربة متخلية عن الاخلاق ثائرة على النظام الاجتماعي مراهقه ممتلئة بالتعصب والكره للآخرين وانعدام الثقه بالنفس وبالآخر وكثير من هؤلاء المراهقين يأتون بالاعمال التخريبية المفسدة. عذرهم انهم لم يجدوا امامهم فرصة او مجالا لاختيار النافع او الاصوب. الواقع ليس هناك ام عاقلة وأب سوي يريد ان يفقد صلته بأولاده في وقت هم بأمس الحاجة لمعونته ومساندته. فكلما كانت العلاقة متينه بين الآباء والابناء في السنوات التي تسبق سني المراهقة "كالاصغاء لأحاديث الطفل ومشاركته بعض الاعمال والهوايات وترك خيار له لاتخاذ القرارات عندما يكون ذلك ممكنا مثلا تزيين غرفته وترتيبها، اختيار ملابسه .." هان على الأهل أن يكونا والدين مرشدين في سن المراهقة يقون ابناءهم من مطبات جمة في هذه الحياة المتخبطة .. ولا ننسى ابدا ان الهدف من وجود الابناء تلمس الواجب والسعادة في الحياة لا للتنفيث عن عقدنا ومشاكلنا بالقسوة على ابنائنا فهم لا ذنب لهم سوى انهم اولادنا.. والآباء الحكماء لا ينتهجون طرقا ملتوية في معاملة الابن والابنة. الخلاصة: ليكن الهدف من الانجاب تنشئة ابنة لتكون اما صالحة وابنا ليكون رجلا مستقيما يستحق التقدير مهيئا ليصبح رب أسرة ناجح. وجهة نظر أم ومربية: إن للصبر والتفاهم والمحبة الوافرة تأثيراً كبيراً في طريقة التعامل مع المراهقين. فإذا منحتموهم هذه العناصر بسخاء فإنكم تدركون سريعا أن سني المراهقة قد تكون أخصب فترة في حياة العائلة. شهرزاد عبد الله - جدة