سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المدينة المنورة عاصمة الثقافة لعام 2013م
تستحق المدينة أن تكون عاصمة الثقافة في كل الأعوام، حيث تأسست بها أول جامعة في العالم هي جامعة الحرم النبوي الشريف
نحتفل جميعًا بالمدينةالمنورة عاصمة الثقافة لعام 2013م، وهي تستحق أن تكون عاصمة الثقافة في كل الأعوام، حيث تأسست بها أول جامعة في العالم هي جامعة الحرم النبوي الشريف، وفيها لأول مرة كان تعليم القراءة والكتابة فداء الأسرى، فهي مدينة العلم والمعرفة، ومدينة التاريخ؛ إذ تمتلئ بكم كبير من الآثار النبوية والإسلامية؛ ولذا فإنّ أهم ما ينبغي أن يحتوي عليه برنامج الاحتفالية، هو زيارة الآثار النبوية من مساجد وآبار، ومواقع، ولكن أين هي هذه الآثار؟! فمعظم المساجد التي ثبت صلاة النبي صلى الله وسلم فيها والتي بناها عمر بن عبدالعزيز العزير أثناء ولايته على المدينة، قد هُدِم مثل مسجد الفضيخ، ومسجد أبي بكر الصديق، وهو ضمن المساجد السبعة، ووضعت مكانه ماكينة صرف آلي! وهناك مساجد لا وجود لها مثل ثنيّة الوداع، والسّقيا، وبئره الذي يستعذب ماءها الرسول الأكرم، والتي لا أثر لها الآن، ومسجد الثنايا، ومسجد المعرس، ومسجد الفسح، وغيرها، كما أُغلقت المساجد السبعة باستثناء مسجد الفتح والقبلتيْن، وتوقفت إقامة صلوات الجمع في مسجد الجمعة أول مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أول جمعة في الإسلام، وهناك آبار أُهملت مثل بئر بضاعة التي أصبحت في مواقف سيارات الحرم، ومياهها تغذي دورات مياه الحرم بدلًا أن يشرب منها المصلون، فقد جاء في الحديث أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قد بصق فيها ودعا لها، وبئر أريس الذي سقط فيها خاتمه، وبئر البصة التي صبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم غسالة رأسه ومراقة شعره فيها، وهي قريبة من البقيع، وغيرها من الآبار، وكذلك سقيفة بني ساعدة التي أصبحت ضمن مواقف سيارات الحرم النبوي الشريف، والخندق الذي سُفلت وأصبح طريقًا للسيارات، فالضيوف المسلمون الذين سيُدعون من كل أنحاء العالم للمشاركة في هذه الاحتفالية سيأتون إلى المدينةالمنورة ليس ليستمعوا إلى محاضرات دينية، ولكن إلى جانب سلامهم على الرسول صلى الله عليه وسلم والصلاة في مسجده، يُريدون رؤية ما قرؤوه في كتب السيرة عن الكثير من الآثار النبوية التي تمتلئ بها المدينةالمنورة، والتي أصبح لا وجود لكثير منها، وقد ائتمنّا عليها جميع المسلمين، فإن سألوا عنها ماذا سيكون الجواب؟! هل سنقول لهم لقد أزلنا معظم الآثار النبوية سدًا لذريعة الغلو والشرك، فسيكون ردهم عندئذ إنّ هذه الذريعة منعدمة، فإن كان الفقيه العالم عمر بن عبدالعزيز في فترة ولايته على المدينة من 86 ه حتى 93 ه، قد أعاد بنائها، وهو من رعيل قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيحيْن «خير الناس قرني»، قد اعتنى بالآثار النبوية، وبنى جميع المساجد الذى صلى فيها النبي عليه الصلاة والسلام للاقتداء به بالصلاة فيها كالمساجد السبعة ومسجد الفضيخ، ومسجد بني قريظة وغيرها من المساجد، وقد شهد هذا عدد من الصحابة في مقدمتهم أنس بن مالك رضي الله عنه (توفي سنة 90 ه)، وعبدالله بن بسر المازني (توفي سنة 96 ه)، ويوسف بن عبدالله بن سلام (توفي في خلافة عمر بن عبدالعزيز)، وأبوالطفيل عامر بن واثلة (توفي سنة 100ه)، وعبدالله بن ثعلبة (توفي سنة 89ه)، ومحمود بن لبيد الأنصاري (توفي 98ه)، وعبدالله بن ثعلبة العذري (توفي سنة 89ه)، فلو كانت الصلاة في هذه المساجد فيها شبهة البدعة المؤدية إلى الشرك، فلِمَ بناها عمر بن عبدالعزيز، وهو الفقيه العالم، وأقر ذلك الصحابة الذين ذكرتهم، فهل نحن أفهم للدين منهم؟! لذا أقترح على اللجنة العليا لهذه الاحتفالية أن تسعى جاهدة مع الجهات المعنية لإعادة بناء المساجد التي هُدّمت، في مقدمتها مسجد أبي بكر والفضيخ، وأن تُظهر مكان الخندق وتسوّره، وتُسوّر مكان سقيفة بني ساعدة، وكذلك بئر بُضاعة، وتمد منها مواسير للحرم النبوي الشريف ليشرب من مائها المصلون، وتُبرز سائر الآبار الأثرية، ويُعاد فتح باقي المساجد السبعة، وتُقام صلوات الجمع في مسجد الجمعة، وتكون زيارة هذه الأماكن أساسية في برنامج الاحتفالية. [email protected]