إلى روح أخي الشقيق عبدالهادي -رحمه الله- وأدخله فسيح جناته.. أقول وداعًا يا أعز الحبايب.. وداعًا يا نسيبي في رأيي وعزمي وهمَّتي.. وداعًا للحب الذي يفيض من قلبك الكبير.. وداعًا للأخوَّة التي صنعت بتآخيها الأعاجيب..!! وداعًا للبنيان المتين المترابط الذي يقويه صحبتنا وصداقتنا.. إنها اخوتنا التي هي زينة وصدق في الرخاء وعصمة في البلاء..! فجسمانا جسمان والروح واحدة..! وكان الوداع.. يوم أسود.. كئيب! وأصوات غريبة.. سواد وحداد.. وأنا كالمجنون.. بين القبور.. في الظلام.. أفتش عن حجر.. أضعه علي قبر أخي.. ليبقى كزهرة تتسربل.. تحكي للإنسان.. له هذا المكان.. مهما طال الزمان.. ومن بين أكوام التراب.. وفي الأمان أنت مسجي.. أنت «عميقًا» تنام.. كأنك أرهقت فنمت.. وعلى صدرك مزيد من الأوسمة والرايات بذكرى رب العباد.. وعلى جبينك كتبت أدعيتي وأورادي وكل ما أنشد فيك.. من إنشادي.. سجلت عليه ذكراك بدمي.. بديلا للمدادي.. وضمتك الأرض والتراب.. وبرحتك.. وكان الوداع.. بعد أن شع نور شمسك وراح.. وعدت لداري.. دون نور الصباح.. عدت لفراغ عمري.. عدت لوحدتي أنتظر يوم اللقاء..!! ومن بين شتات الرماد.. وبين أضلعي سأدفن آلامي.. والعين تدمع عند الفجر.. عند كل صباح!! سأبقى في ذكراك أخي وشقيقي وحبيبي ساهرًا.. حتى ينادي بي حي على الفلاح..!!! [email protected]