سعادة رئيس تحرير صحيفة «المدينة» حفظه الله إشارة إلى ما نُشر في صحيفتكم يوم الثلاثاء 10/6/1433ه حول تقرير جمعية حقوق الإنسان، الذي تناولت فيه قضية الطفلة (روزان روح الأمين أحمد)، التي كانت تدرس بالمدرسة الابتدائية 67 بالصف الثالث، فإنا نودُّ أن نبيّن التالي: 1- لاحظت المعلمة القائمة بأعمال الإرشاد بالمدرسة علامات عنف على وجه وجسد الطالبة في فترة انتظامها بالمدرسة عام 1432ه، وتم الاتصال من قِبل المعلمة المكلّفة بالإرشاد على الخط الساخن 1919 الخاص بدار الرعاية الاجتماعية، ولم يتم الرد على الاتصالات المتكررة، وقامت أيضًا إدارة المدرسة باستدعاء الوحدة الصحية للكشف على الطالبة، وكذلك استدعاء زوجة والدها التي أفادت بأن سبب علامات العنف هو سقوطها في حديقة في الطائف. 2- قامت مشرفة الإرشاد بزيارة المدرسة في 1/1/1432ه واستدعت الطالبة التي أفادت أن ما ظهر عليها من جروح وإصابات من أخيها الصغير، وتمت مخاطبة مديرة الوحدة الصحية للكشف على الطالبة، حيث عاينت الطالبة لجنة من الوحدة الصحية وأعدت تقريرًا مفصّلاً تضمّن وجود آثار حروق مختلفة الأطوال بين 2 إلى 7 سم بعضها ملتئم والبعض حديث في أنحاء متفرقة من الرأس، وكذلك حروق في أطراف الشعر خاصة الوسطى والأمامية، بالإضافة إلى أثر جرح قديم أسفل العين اليسرى، وآثار حروق وجروح في أنحاء مختلفة من الجسد وخاصة الرقبة والأطراف. 3- باشرت الحالة رئيسة لجنة العنف المشكلة بالإدارة إنفاذًا لتوجيه الوزارة رقم 153/2/1ت في 11/4/1428ه وتم التأكيد على المدرسة، إدارة، ومرشدة، ومعلمات، بضرورة استدعاء زوجة والد الطالبة، وأخذ التعهد عليها بعدم الإساءة للطالبة أو تعنيفها. 4- حضرت عمة الطالبة «زوجة الأب»، وتم أخذ التعهد عليها بعدم إيذائها، وتمّت متابعة الحالة من قِبل المرشدة الطلابية بالمدرسة إلى نهاية العام الدراسي الماضي، ولم يلاحظ على الطالبة أي آثار عنف، ولكن في تاريخ 24/4/1432ه لوحظ علامات تحت عينها اليسرى، وتم الاتصال في حينه على زوجة الأب التي أفادت بأنها ناتجة عن مشاجرة. 5- في بداية العام الدراسي الحالي انقطعت الطالبة عن المدرسة، وبعد عدة محاولات من الاتصال المتكرر بذوي الطالبة أفادت عمتها أن الطالبة سافرت إلى الرياض، وستعود إلى المدرسة في أقرب وقت، الأمر الذي لم يحدث، فقد كان آخر حضور للطالبة في المدرسة نهاية العام الدراسي الماضي 31/1432ه، ولم تحضر من بداية العام الدراسي الحالي 32/1433ه، وتجاوز انقطاعها عن المدرسة مدة تسعة أشهر، إلى أن فوجئت المدرسة والإدارة بخبر وفاة الطالبة الذي آلم الأسرة التربوية والتعليمية بمكة. ممّا سبق نبيّن أن الإدارة سعت جاهدة وفق ما هو متاح لها نظامًا لحماية الطالبة، لكن القضية أسرية وجنائية بحتة، حسب ما توصلت إليه نتائج التحقيق التي طالعتنا بها الصحف. كما نبيّن أن الإدارة تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، فقد أكدت في الأعوام الماضية، وهذا العام على الميدان التربوي متابعة ما قد يتعرّض له بعض الطلاب والطالبات من حالات عنف أسري، بموجب التعاميم رقم 11103/ت/ط ك وتاريخ 3/11/1428ه ورقم 6602/2 ك وتاريخ 27/6/1430ه رقم 6612/52 وتاريخ 28/6/1430ه والعديد من التوجيهات والمطويات التربوية المتخصصة حول لجنة العنف المنبثقة عن إدارة التوجيه والإرشاد حول متابعة حالات العنف وكيفية التعامل معها. ونؤكد لكم وللرأي العام أن الإدارة تبذل كل ما تستطيع لحماية أبنائها -طلابًا وطالبات- ولديها لجنة من إدارتي التوجيه والإرشاد (بنين وبنات) لمتابعة حالات العنف بالمدارس ومعالجتها، والتعامل معها وفق الأنظمة المحددة للجنة من قبل الوزارة، وستظل تتابع حالات العنف -إن وجدت- حماية لأبنائنا وبناتنا والتواصل مع الجهات المعنية بهذا الأمر، وفي مقدمتها جمعية حقوق الإنسان التي نقدر اهتمامها بهذا الشأن المهم، ونرحب بمشاركتها في كشف مثل هذه الحالات -إن وجدت- والعمل على دراسة أسبابها وإيجاد الحلول المناسبة لها.. داعين الله تعالى العون والتوفيق للجميع.. والله يحفظكم ويرعاكم. المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة حامد بن جابر السلمي