العم حميد صويلح البرطيخي، يبلغ من العمر 87 عامًا، أحد سكان قرية أبو طوق التي تبعد عن جزيرة فرسان 45 كيلو مترًا، يسكن في منزل من خشب مكون من غرفة ومطبخ ولا توجد دورة مياه، وعند نزول المطر يتحول إلى مأساة، وفي بعض الأحيان تأتي الرياح لتزيل البيت كله، وتحوله إلى ركام من خشب، وعند انتهاء المطر والرياح يضطر إلى جمع الخشب من جديد وإعادة بناء المنزل. يقول العم حميد: لا يوجد لدي دخل سوى الضمان الاجتماعي، ولا أستطيع بناء منزل، وفي احدى المرات رغب أحد فاعلي الخير ببناء منزل لي، وطلب رخصة بناء من بلدية فرسان، فذهبت إلى شيخ القرية ليذهب إلى رئيس البلدية الذي بدوره رفض الطلب. ويضيف: لا توجد لدي أوراق وأنا من سكان أبو طوق منذ صغري، وأسكن بها والجميع يعرف ويعلم ويشهد على ذلك، فالأرض ملكي، ولكن لجهلنا في ذلك الزمان وعدم مراعاة الأمور الرسمية، أصبحت الآن لا استطيع ثبوت حقي في الأرض، ففي ذلك الزمان كان الناس يتعاملون بالعرف وليس بالأوراق، فالذين كانوا يتعاملون بالورق هم قلة ومن الذين كانوا لديهم قليل من العلم. فأنا أقضي حاجتي خارج المنزل، فليس لدي حمام بالمنزل الخشبي، وليس لدي كهرباء، وكل ما لدي «لمبة» موصلة بسلك من أحد فاعلي الخير الساكنين بجواري. من جهته أفاد شيخ قرية أبو طوق، الشيخ حمدان الشبيلي بأن وضع العم حميد محزن ومؤسف للغاية، فليس لديه مبنى ولا دورة مياة داخل المبنى ولا كهرباء ولا ماء سوى وايت الجمعية الخيرية الذي يأتي له كل 3 أيام لتعبئة خزانه، وهو رجل مسن. وأضاف: ذهبت إلى رئيس بلدية فرسان كون أحد فاعلي الخير طلب رخصة لبناء منزل للعم حميد، ولكن للأسف كان جوابه أنه لا يمكن السماح لأي كان صغيرًا أو كبيرًا بالبناء بدون صك، حيث التعليمات والأوامر تفيد بعدم السماح باستخراج رخصة بناء بدون صك ملكية، فأفدناه بأن وضع العم حميد يختلف عن الآخرين، فهو يسكن في منزل من الخشب دون كهرباء أو ماء، فقال لا يمكنني إستخراج رخصة بناء بدون صك. وأفاد مدير شركة الكهرباء بفرسان أحمد نسيب بأنهم وقفوا على حالة العم حميد لكي يروا هل بالإمكان إيصال التيار الكهربائي لمنزله، فوجدوا أن وضعه مأساوي وحرج جدًا، ولا يمكن إيصال التيار الكهربائي كون منزله هو صندقة من الخشب.. وقال: لو تبرع له أحد فاعلي الخير بمنزل من المباني الجاهزة، فالشركة مستعدة لإيصال التيار الكهربائي ولو على نفقتها الخاصة.