بعد أن عاد السكان إلى قراهم الحدودية في منطقة جازان قبل شهر، بعد صدور التوجيهات بإعادتهم إلى ما يقارب 122 قرية وتوفير كافة الخدمات لهم، إلا أن بعضهم تفاجأوا برفض شركة الكهرباء إيصال التيار الكهربائي إلى منازلهم. وفيما طالب السكان بإيصال التيار لهم لينعموا بالسكن في منازلهم، أكد مدير عام كهرباء جازان المهندس محمد العجيبي «أن الشركة لا تمنع إيصال التيار إلى منازل الشريط الحدودي، وسبق أن أوصلت الخدمة لكل قرية مسبقا قبل صدور التعليمات التي تقضي بعدم إيصال التيار الكهربائي إلا بصك على المنزل، والآن الأمر يعود إلى البلديات وهي المعنية بهذا الشأن، فإذا وردت لنا الإجابة منهم بأنه لا مانع فالشركة لن تمانع في خدمة المواطن أيا كان مسكنه». من جانبه، قال رئيس بلدية القفل المهندس إبراهيم كريري: وفق التعليمات الواردة للبلدية لا بد من توفر صك على المنزل وإيجاد رخصة بناء، لكن معظم السكان لا يحملون صكوكا على منازلهم بحجة أنها متوقفة منذ فترة طويلة، ونتطلع إلى صدور توجيهات وإيجاد حل لإيصال التيار الكهربائي إلى منازل المواطنين لينعموا بهذه الخدمة. وفي هذا السياق، يقول المواطن أحمد على جابر من سكان قرية القومة: «بنيت منزلي من دور واحد، بعد أن جمعت كل ما أملك من راتبي إضافة إلى بعض القروض من البنوك قبل فترة النزوح، وكان المنزل على وشك الانتهاء، إلا أننا خرجنا من منازلنا بسبب المواجهات مع المتسللين، وعندما صدرت التوجيهات بالعودة إلى قرانا أكملت منزلي وتقدمت بطلب إلى شركة الكهرباء (وحدة الخشل) لإيصال التيار الكهربائي إلا أنها أحالتني إلى بلدية القفل التي طلبت مني صكا لمنزلي، رغم أن الصكوك متوقفة في قرى الشريط الحدودي منذ زمن طويل لأسباب لا نعلمها، دون أن نجد لذلك أي مبرر، ورجعت إلى شركة الكهرباء مرة أخرى فطلبوا مني توقيع البلدية على المعاملة، وعندما رجعت إلى البلدية أكدوا وجود الصك، فقلت لهم الصكوك متوقفة من فترة طويلة، قالوا بالحرف الواحد: لا نستطيع خدمتك، فعدت إلى منزلي المظلم، ولم يكن أمامي إلا السكن مع والدي في منزل ضيق، وصار منزلي مهجورا تسكنه الزواحف والحشرات بعد أن خسرت عليه كل ما أملك من مالغ مالية». وفي نفس السياق، أعرب كل من محمد مغواف، أحمد حروب، ويحيى حسن، عن أمنياتهم في أن توصل «الكهرباء» التيار لمنازلهم الواقعة في قرى سكنية ومملوكة بوثائق قديمة تسمى (الحجج)، وقالوا «رفضت الكهرباء إيصال التيار إلا بموافقة البلدية التي رفضت الأمر بحجة عدم وجود صكوك، والمحاكم رفضت إعطاءنا صكوكا، فما الحل هل نعيش في منازل بلا كهرباء؟ وغيرنا من الجيران ينعمون بها»، مطالبين بإيجاد حلول عاجلة لمعاناتهم من عدم إيصال التيار الكهربائي لهم، مطالبين بالموافقة على إيصال خدمة الكهرباء لهم ومن ثم السماح لهم باستخراج حجج استحكام على منازلهم وأراضيهم وفق النظام.