كارثة وكارثة بكل المقاييس عندما يفقد المريض الراحة والطمأنينة في المكان الذي من المفترض أن يكون أكثر الأماكن راحة وطمأنينة له. قبل شهرين كان أحد زملاء الدراسة منوما في العناية المركزة في مستشفى حكومي مشهور بالمدينةالمنورة، وكان يعاني كغيره من المنومين في هذا القسم من سوء التكييف، إلى درجة أن ذويه أحضروا له مروحة، فقلت لعل الأمر عطل عابر ومؤقت في أنظمة التكييف، كما أننا في أواخر فصل الشتاء فقد تساعد المروحة على تلطيف الجو (أي عذر والسلام)، مع أنه من المفترض أن يستغل فصل الشتاء في عمل صيانة للتكييف، وفي الأسبوع الماضي جاءتني رسالة من أم مكلومة تشتكي من الإهمال عمومًا وسوء التكييف خصوصا في نفس القسم في هذا المستشفى، حتى أنها عرضت أن تحضر جهاز تكييف على حسابها، فرفض المستشفى يعني (لا خيره ولا كفاية شره)، وحتى ازداد يقينًا قمت بالاتصال على أحد الأخوة في المدينة حيث كان في زيارة لقسم العناية المركزة وأكد لي سوء التكييف إلى درجة أنه قد يكون معدومًا، كما وصلتني تأكيدات من عاملين في المستشفى بصحة ذلك، ولم اكتفِ بذلك فقلت لابد من الرجوع إلى (الشيخ قوقل) فهو يأتيك بالخبر اليقين، ولعلي أجد شيئا يمكن أن يعذر المسؤولين في وزارة الصحة وخاصة في المدينةالمنورة وفي هذا المستشفى بالذات، ولكني وجدت ما يلي: 1- خبر نشرته صحيفة أخبار طيبة اليوم الإلكترونية في تاريخ 27/4/2009 يؤكد فيه مدير المستشفى الانتهاء من التمديدات الخاصة بأجهزة تكييف العناية المركزة بالمستشفى وفق مشروع لتحديث البنية التحتية للتكييف بكلفة 18 مليون ريال. 2- خبر نُشر في صحيفة الوطن بتاريخ 4 مايو 2010 جاء فيه أنه خلال جولتها في المستشفى رصدت لافتة حديثة جاء فيها "تعتذر إدارة المستشفى عن توقف التكييف بالمستشفى بالوقت الحالي نظرًا لبدء مشروع المرحلة الثانية لإحلال التكييف، نأسف لإزعاجكم ونعمل لراحتكم". 3- وخبر نشر في صحيفة عكاظ بتاريخ 26 أبريل 2011م جاء فيه اضطر عدد من مرضى المستشفى في المدينةالمنورة إلى توفير الضروريات داخله على نفقتهم الخاصة، وسط استمرار مشكلة التكييف في المستشفى ونقص الخدمات. 4- وخبر نشر في صحيفة المدينة 11/4/2011م حيث عبّر فيه عدد من المنومين بالمستشفى بالمدينةالمنورة عن استيائهم من وضع التكييف بالغرفة، والمتعطل منذ أكثر من شهر. وماذا بعد ذلك؟!!، هل هناك من سيخرج ويتكلم عن دراسات، ومشاريع ستقام، وعقود أرسيت، أو البحث عن أعذار، أو عمن يتحمل هذا التأخير في حل المشكلة، كل هذا لا يهم المريض بشيء، فما يهم هو حل سريع للمشكلة، ولو بتركيب مكيفات (ويندو أو سبلت)، أو مكيفات متنقلة، وأجزم أن ذوي المنومين على استعداد تام لتأمينها. السؤال الذي أتمنى أن تكون إجابته تخالف ما أظنه، هل مكاتب المسؤولين في المستشفى تعاني من نفس المشكلة؟!!. [email protected]