سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إنسانية السيد غازي عبيد مدني
السيد غازي مدني مواقفه الإنسانية كبيرة وكثيرة، وأسمى خصلة فيه المسالمة والتسامح، وحب الخير والكلام الطيب، ولا يواجه السيئة بالسيئة
في البداية أحب ما إلى نفسي أن أُلقب آل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيد أو السيدة، إن كان من نسل سيدنا الحسن رضي الله عنه، وبالشريف أو الشريفة إن كان من نسل سيدنا الحسين رضي الله عنه، لأنه شرف, حتى أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال: "كل نسب وسبب مقطوع يوم القيامة إلا نسبي وسببي"، ولهذا تسابق الصحابة في التراحم والتصاهر مع النسب والآل الرضي للفوز بهذا الوصل الشريف الكريم، ومنهم سيدنا عمر رضي الله عنه عندما تزوج من ابنة سيدنا علي سيدتنا أم كلثوم رضي الله عنه وعنها وعن أم أبيها والدتها سيدتنا فاطمة الزهراء الرضية المرضية. والسيد غازي عبيد مدني له من المواقف الإنسانية التي يقف القلم حيرانًا في ذكر أنبل موقف منها، وقد ذكرت أنبل وأفضل موقف عنه فيما تم منه في بقيع الغرقد، "أبقاه الله مدفنًا لأهل الجوار"، وأكرره هنا، عندما تم الانتهاء من مواراة شريكة حياته الثرى -رحمها الله تعالى- دعا السيد غازي أشخاص لهم ميّت -أيضًا- للوقوف جميعهم في صف عزاء واحد ليتلقّوا التعازي معاً، رغم أنهم من البسطاء؛ شديدي سمرة البشرة، "وهم ممَّن تندّر بهم -من قبل- داعية، والدعوة والإسلام براء من مثل هذا الجهل".. حدث ذلك من السيد غازي وهو من أصحاب المعالي، ولكن هذا هو خُلق آل البيت، "وكم من بسيط أنبل وأكرم عند الله من كثير من المتكبرين، وإن تزخرفت لهم الدنيا ونافقهم الكثير من الناس". ومواقفه الإنسانية كبيرة وكثيرة، وأسمى خصلة فيه المسالمة، وعدم حب كثرة القيل والقال، والتسامح، وحب الخير والكلام الطيب، ولا يواجه السيئة بالسيئة، وكثيرا ما يعفو عن المسيئين، وإن تعمدوا الإساءة وقصدوها، والجانب الإداري في شخصه كبير بتركه الحرية لمن هم مسؤول عنهم، وإعطاء الثقة لهم ويُدافع عنهم ولا ينتظر شكرًا من أحد. وفي عهده في جريدة المدينةالمنورة، والمؤسسة بأكملها، "وقد اختار التَّرجل بنفسه مع نيله أكبر الأصوات برئاستها في دورتها الحاضرة، وفشلت المحاولات بثنيه عن موقفه، ولكن كان التصميم بالاستقالة ولا بديل لها عنده"، حصلت فيها نقلة نوعية من حيث التجهيزات وزيادة الأصول الثابتة التي يزداد ثمنها يوماً بعد يوم، وتكون قيمة مُضافة مالية في رأس المال كلما تقدم بها العمر، عدا عن المطابع الحديثة التي تفوق إمكاناتها الكثير من مثيلاتها في تجهيزات بعض المنافسين". ومن خلال معرفتي لكثير من الإخوان الموظفين في جهاز جريدة المدينةالمنورة الغرَّاء، ويحق لي القسم بالله أني لم أقابل شخصًا لم يُثن على السيد غازي، ويذكر كريم خُلقه، ليس مجاملة لأن البعض منهم علاقتي بهم وطيدة وقديمة وصريحة. عمومًا أُقدِّر وأعتز بالسيد غازي مدني، وبالعمل معه في مجلس الإدارة تلك الفترة، وهو باقٍ في القلب، وله مكانة أعتز بها على الدوام. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحدٍ سواه. فاكس: 6996468 ص. ب: 11750 جدة 21463 [email protected] [email protected]