اياد عبدالله- القاهرة أكد الدكتور أحمد محمد الطيب -شيخ الأزهر- أن دول الاتحاد الأوربي قد لعبت دورًا سلبيًّا في العقود الماضية من خلال تقديمها الدعم المالي؛ لتفتيت بعض الدول العربية والشرقية، بل وصل الأمر إلى مرحلة التدخل العسكري المباشر لفرض بعض الأجندات على تلك الدول تحت حجج واهية؛ مما يعتبر احتلالاً عسكريًّا، وقال فضيلته على سبيل الذكر لا الحصر ما شاهده العالم من تدخل أمريكي في العراق، ولولاه لنعمت شعوب المنطقة بالسلام والاستقرار والرخاء، وكذلك الكيان الصهيوني وما يقوم به من عدوان غاشم ومصادرة لحقوق الفلسطينيين والذي يتعارض مع كافة القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وكذلك ما تقوم به أمريكا في أفغانستان، وأضاف خلال استقباله رئيس لجنة المشرق فى البرلمان الأوروبى ديفيد ماريو والوفد المرافق له أدى هذا التدخل السافر إلى تحويل العالم الغربي للعالم العربي إلى مسرح للاعبين كُثُر لهم أجندات خاصة؛ مثل أمريكا وإيران وحتى أوروبا، وللأسف أصبح الدور الأوربي تابعًا للسياسة الأمريكية مع أنه يمتلك من المقومات التي تجعل له فلسفة مستقلة عن أمريكا؛ مما يعزز الدور الأوربي ومكانته لدى العالم العربي والشرقي، والذي سيؤدي في النهاية إلى تدعيم أواصر العلاقة بين الجانبين. وحول سؤال رئيس الوفد حول هل هناك تخوف من ضعف التمويل المقدم للأزهر من الحكومة في الفترة القادمة بسبب المواقف القوية للأزهر على الساحة الداخلية قال الطيب: ليس هناك تخوف من ذلك؛ لأن دور الأزهر ليس سياسيًّا بل وطنيًّا؛ لأنه لو كان سياسيًّا لاصطدم بأفكار بعض الأحزاب والتيارات، ولأنه وطني يعبر عن ضمير الشعب بمختلف أطيافه، فقد استطاع أن يجمع كل الأحزاب والتيارات المختلفة في توجهاتها وأيدلوجياتها في رحاب الأزهر الشريف، والذين اتفقوا جميعًا على وثائق الأزهر التي حددت الملامح الرئيسة للدولة المصرية التي تتطلع إليها جماهير الشعب المصري. وأضاف أن الأزهر الشريف بصدد إصدار وثيقة عن المرأة، والتي توضح المكانة السامية للمرأة في الإسلام، وكيف أحاطها الإسلام بسياج العزة والكرامة والتي لا يوجد لها مثيل في أي مجتمع آخر سواءً في الشرق أو الغرب؛ مما جعل المفكرين الغربيين المنصفين يشيدوا بذلك. وقال رئيس الوفد: إن برلمان الاتحاد الأوروبي يتابع عن كَثَبٍ الدور الريادي للأزهر الشريف على الساحة الداخلية والخارجية. وقدم الوفد دعوةً لشيخ الازهرلإلقاء كلمة أمام لجنة الشؤون الخارجية ببرلمان الاتحاد الأوروبي؛ لشرح موقف الأزهر من القضايا الداخلية والخارجية وقد وافق فضيلة الإمام الأكبر مبدئيًّا على قبول الدعوة على أن تتم الزيارة في الوقت المناسب.