أعاني من مشكلة تؤرقني ألا وهي الخوف من الاختبارات لدرجة كبيرة جدًا. الحمد لله ربي أعطاني موهبة الحفظ، وهي أني إذا حفظت شيئًا لا أنساه أبدًا، وهذا كان يفيدني في الدراسة، وأستطيع المذاكرة بشكل جيد، لكن إذا جاء وقت الامتحان لا أدرس مع أن السبب ليس عدم قدرتي على الدراسة، لكني أخاف من كلمة امتحان، ومن إصابتي بالخوف لا أستطيع جمع كل تلك المعلومات في عقلي طوال الوقت، وفشلت في الجامعة، وخوفي كان السبب، وأصبحت لا أنام أيام الامتحانات ولا أستطيع الأكل، وأبكي كثيرًا، والآن أفكر في ترك الدراسة لأني تعبت منها بشدة، لكني أعلم أني بدون دراسة لا أساوي شيئًا. أرشدوني ماذا أفعل؟ ه.م - جدة يجيب عن التساؤل الدكتور محمد حسن خبير تنمية بشرية والتطوير الإداري، فيقول: الخوف غريزة كامنة في النفس الإنسانية، تنمو لظروف ملائمة، وتخبو بتلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب، والخوف هو مرض نفسي بحت، ولكنه مسبب لأمراض عضوية ونفسية أيضًا، والخوف من الامتحان له العديد من الأعراض، منها: وساوس نفسية تبدو على الإنسان في هيئة تخيلات وتوهمات من النسيان إن نام الإنسان.. وتجنب كل ما من شأنه يوصل إلى النسيان كالنوم ومخالطة الآخرين. فإذا كنت تخافين من مرض النسيان عليك بالدعاء والتبتل إلى الله، ثم نيل القسط المناسب من النوم لراحة العقل والبدن بعد المذاكرة الجيدة للمواد الدراسية المعنية. وعليك ألا تنسي هنا أمورًا غاية في الأهمية عند المسلم: التوجه إلى الله بالدعاء بالحماية والرعاية، ويجب عليك التعاون مع الأمر المحتوم بالصبر وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة». ثم: بالقرآن والرقى الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد أخبر سبحانه وتعالى عن كتابه أن فيه شفاء للمؤمنين قال تعالى: «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين». وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا فزع أحدكم في أزمة فليقل: بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وشر عباده، ومن شر الشياطين أن يحضرون». ولك أن ترقى نفسك. فإن الأدعية الدينية تعزز ثقتك بنفسك وتبعد عنك كل مخاوف، وكان يجيب عليكي التعامل مع الموقف بطريقة أكثر سلاسة واعتبري أن الامتحانات هي الطريق الموصل في النهاية إلى تحقيق أحلامك.