* نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية على موقعها الإلكتروني قصة لمؤرخ بلجيكي اسمه بياربيسينان عن الفظائع التي عاشها وشاهدها في سجون النظام النصيري في سوريا. * المؤرخ متخصص في شؤون العالم العربي وفي رحلة علمية اعتقلته أجهزة الأمن السورية بالقرب من مدينة حمص وأمضى أيام عدة في سجون النظام السوري ليخرج بما لم يحدث له على بال وبما لم يكن مخططًا له في رحلته تلك. * اتهمته الأجهزة الأمنية السورية بانتمائه للاستخبارات الفرنسية واستجوبته كما هو متوقع باستخدام كل أساليب التعذيب والإرهاب وكانت الطاولة التي أمامه عليها "بقايا أظافر وبقع دم بشرية وتعرض لكل ما يخطر على البال من ضرب وإهانة"، كما يصف هو. وبطريقة أو بأخرى تمكن من الاتصال بالسلطات البلجيكية التي أمَّنت إطلاق سراحه وإلا لكان في عداد الموتى مثله مثل بقية من لا يسأل عنهم أحد بما فيهم السوريون. * يقول المؤرخ في روايته لما شاهده من مشاهد لا إنسانية: "كانوا يحضرون المعتقلين ويربطونهم في الممرات ويعذبونهم بالكهرباء ويضربونهم حتى الموت.. شاهدت بعيني كثيرين عُذبوا حتى الموت في ممرات المعتقلات". * المؤرخ الذي سجنته السلطات السوري في سجنين مختلفين أولهما في حمص وثانيهما في دمشق، هو في الأصل من مؤيدي نظام الأسد كما كان يدعو في "مدونته" الإلكترونية، وكان كما نقلت عنه بعض وسائل الإعلام الفرنسية "يحذر من الدعاية التي تنشرها المعارضة السورية ضد النظام" غير أن تجربته المريرة أبانت له مدى الخطأ الذي كان يعيشه ومدى عنف ولا إنسانية النظام النصيري الذي لا يقيم وزنًا لأي شيء. * يقول بعد تجربته: "لقد أخطأت وعلينا خاصة في حالة كهذه أن نعترف بأخطائنا.." كما يؤكد: "إن نظام الأسد يعمل على سحق المعارضة بالعنف وفي الظرف الحالي لن يتغير شيء في سوريا مع نظام الرعب الحاكم ما لم نتدخل". * بصدق لا أتمنى لأي من الأشقاء العرب الذين يبررون ليل نهار ما يحدث في سوريا على أنه مؤامرة ضد نظام (الممانعة..!) خدمة لإسرائيل، أن يمروا بنفس تجربة المؤرخ البلجيكي لكني أدعوهم إلى إعادة النظر في مواقفهم بعد كل هذه الفظائع التي نراها ونسمعها وألا يكونوا عونًا لنظام فاسد وحشي، فالمبادئ الإنسانية لا تُجزَّأ ولا يمكن للنفوس البشرية السوية أن تقبل بجزء مما يحدث في سوريا ضد الأبرياء والعزل لمجرد شهوة السلطة وعشق لطائفية مقيتة. فاكس: 6718388 – جدة تويتر: @Dr_Abdulrahman [email protected]