* في مدينة السنافر كل شيء يجري بطريقة مختلفة وكل الأمور تسير حسب ما هو مخطط له، هكذا يعرف الأطفال عالم السنافر المملوء بالخيال، هذا العالم المثير جداً بكل ما تعنيه الكلمة والعجيب أنك تسمع كل ما يجري في عالمهم بصوت مسموع بمعنى أن لا شيء مختوم بكلمة (سري) لأنهم يؤمنون بأن عالمهم بكل محتوياته هو معلن للجميع ومتاح لكل الأفراد المنتمين لعالم السنافر ولكي لا أكون ضد السرية التي تأتي أحياناً في مكان لا معنى له، فإني أؤيد وبشدة كل أفكارهم الطامحة لبناء مدينة حديثة، ومن خلال متابعتي لهم كانت الحكاية تشبه إلى حد ما عالمنا حيث انطلقت الاتصالات في مقر الشركة للقيام بمهمة هم يصفونها بالتعيسة لأنها تتعلق بفصل التيار عن منزل أحد السنافر لأنه لم يسدد فواتير الشركة لمدة (6) أشهر هكذا كانت الأحاديث التي بدأت ب.. انطلقوا لقطع التيار عن السنفور المتهرب من الدفع، وحين اكتشفوا أن مبلغ إحدى الفواتير لا يتجاوز ال(70) ريالاً والأخرى ال(78) ريالاً حملوا أوراقهم للمسؤول لمناقشة الأمر معه، وهناك أخذت القضية أبعاداً إيجابية مع المسؤول الذي حاول إقناعهم بأن النظام يمنع عدم الدفع لمدة ستة أشهر أياً كانت قيمة الفاتورة إلا أنهم رفضوا تماماً أن تكون قرارات الشركة هكذا بدون حرص على الصالح العام، وكان بإمكانهم التواصل مع السنفور وحثه على دفع الفاتورة بدلاً من قطع التيار عن منزله وما يترتب عليه من معاناة ومتاعب على الطرفين..!!! * هذه الحكاية هي ليست حكاية عادية أو حكاية خيالية بل هي حكاية نعيشها نحن في عالمنا وتعيشها الكثير من الأسر اللاتي ربما تمنعها ظروفها من تسديد فواتير الكهرباء وبالرغم من ذلك أرى أن عالم السنافر هو عالم أجمل من عالمنا حيث يكرهون القيام بهذه المهمة بينما تصر شركة الكهرباء على ممارستها قبل أن تعرف الأسباب والتي ربما تكون لظروف قاهرة خاصة حين تكون قيمة الفاتورة (70)، وفيما يبدو أن الشركة تعتبر عملية قطع التيار عملاً بطولياً، ويصل الأمر لتحريك الموظفين ومن ثم القيام بالقطع وإعادته بعد السداد وكل ذلك ربما يكلفهم أكثر من قيمة الفاتورة لكنهم هم يحسبونها بطريقة مختلفة، ولأنهم كذلك ظلت الشركة في مكانها يعني لا ربحية ولا يحزنون بالرغم من أنهم يحصلون على الوقود مجاناً وتدعمهم الدولة بالمليارات ويحصلون على المليارات قروضاً حسنة، وأظن أن الشركة ستبقى في مكانها طالما أنهم يركضون قبل الحساب ولا يهتمون بالآخر الذي يفترض أن يجد من خلالهم معاملة إنسانية أكثر، على الأقل كعالم السنافر..!!! * (خاتمة الهمزة).. (لا تحزن خلقت الأحلام لكي لا تتحقق!!)... هذه خاتمتي ودمتم. [email protected]