احد المبدعين في علم تطوير الذات ابتدأ حياته كفني هندسة طيران أرسلته دولته لأمريكا لأخذ دورة في مجاله انتقل بعدها ليمارس عمله على ارض الواقع وفي الأجواء الحارة وبين الزيوت وتحت أصوات المحركات ولأنه لم يجد حينها إلا هذا العمل استمر لمدة عشر سنوات فيه غير مقتنع بأنه في الطريق السليم وأن الثوب الذي يلبسه لا يليق بطموحاته فأصر على رسم خارطة حياته العملية من جديد فحصل على البكارلويوس في مجال الإدارة منتسبا دون أن يترك عمله وواصل الماجستير في مجال التدريب والتخطيط الاستراتيجي وعين بعدها مديراً لإدارة التطوير والتدريب في ذات المنشأة التي يعمل فيها وهو الآن راض عن عمله الجديد الحر كمدرب مستقل في مجال علم تطوير الذات ينتقل بين مدينة وأخرى مستمتعا بمجال عمله الذي يحبه والذي يجنى من ورائه المال الكثير وفي مجتمعنا نرى البعض يلهث وراء المناصب وهو غير أهل لها وعند حصوله عليها يبدأ بالوقوع في الفخ فتراه يتصرف تصرفات تنفر الناس من حوله ويخيم على جو العمل نوع من الكآبة فتفشل أهداف المؤسسة التي يقودها ويتراجع الإنتاج لمستويات اقل من المتوقع والخاسر الأول في ذلك هو عجلة التنمية لدينا وذلك لم يكن ليحصل لو عرف كل شخص مقاس ثوبه واختار لنفسه ما يلائمهاوفي عالم الطب يختار للأسف بعض الطلاب المتخرجين من الثانوية بدرجات عالية التخصصات الطبية إما لرغبة والديه او إشادة من المقربين له أو للمردود المادي من هذه المهنة ولأن هذه المهنة هي خدمة نبيلة للإنسانية خاصة انها تخفف من آلام المرضى فسرعان ما يظهر فشلهم فتراهم يتزاحمون على المراكز الإدارية ليبتعدوا عن مواجهة المرضى الذين سرعان ما يلاحظون أن هؤلاء الأطباء إنما اساءوا الاختيار ولبسوا ثيابا ليست ملائمة لمقاس قدراتهم ومن الكتاب لدينا من لا يقرأ في السنة سوى كتاب أو كتابين ممن لم يسخر نفسه لخدمة وطنه والدفاع عن حقوق مجتمعه الباحثين عن الشهرة سرعان ما يظهر للجميع بمظهر لا يليق به فتجده يتخبط هنا وهناك ويكتب في أمور لا يعرف عنها شيئا سوى انه سمع عنها فترى له توجهات تخالف دينه وعرفه ووطنيته ومن هنا ظهر لنا كتاب يدعون الليبرالية وآخرون انتماؤهم للعلمانية ومنهم من ادعى الإصلاح ولكن في غير مكانه ولمآرب أخرى وهؤلاء إنما لبسوا ثيابا لا تليق بهم فكانت كتاباتهم محور هدم لا بناء وتشييد ولأن الإنسان خلق مخيرا وليس مسيرا فهو الذي يعرف إمكانياته وحجم مقدراته وهو من لديه القدرة في اختيار أسلوب العيش الذي يلائم حياته ولو أن كل شخص منا عرف مقياس ثوبه لعاش حياة مفعمة بالسعادة وراحة البال ولشارك بإيجابية في بناء أسرته ومجتمعه ووطنه جبريل جعفر-جازان