تباينت آراء عدد من المواطنين تجاه الخدمات الإلكترونية التي استحدثتها مكاتب وزارة العمل في تعاملاتها اليومية المقدمة للمراجعين حيث رأى البعض أن المنظومة الإلكترونية ما زالت في مراحلها الأولى ويعتريها العديد من الضعف والقصور الأمر الذي انعكس سلبا على تكدس وبطء المعاملات فيما اعتبرها آخرون بأنها نقلة حضارية سهلت الكثير من الإجراءات على المراجعين. وأوضح المراجع محمد الشريف أن الخدمات الإلكترونية قضت على العديد من السلبيات التي كان أبرزها الزحام والاصطفاف منذ الصباح الباكر لحجز موقع مناسب لإنهاء المعاملة مشيرا إلى أن التقنية خطوة جيدة أتاحت للمراجع فرصة وإنهاء معاملته في وقت قياسي مما ساعد على توفير الوقت والجهد للكثير من المراجعين خاصة كبار السن وأبان أن الخدمات الإلكترونية تعكس ثقافة المجتمع وتقدمه خاصة في المرافق الحيوية مثل مكاتب وزارة العمل التي تضطلع بأعباء إدارية كبيرة تقتضي توفير مثل هذه التقنية بهدف رفع الأداء في العمل وتذليل الصعاب للوصول إلى الخدمة المطلوبة على نحو جيد دون تأخر أو تعطيل. ويرى المراجع حسين المالكي أن الخدمات الإلكترونية لم تحدث تقدما كبيرا في إنجاز أعمال مكاتب العمل بل إن التعامل اليدوي لازال يسيطر على أداء مكاتب العمل مشيرا إلى أن فئات كثيرة من المراجعين وخاصة كبار السن لا يجيدون استخدام الأنظمة الإلكترونية بالإضافة إلى رغبة عدد كبير من أصحاب العمل في تقديم معاملاتهم عن طريق الاستلام باليد ضمانا لوصول طلبهم إلى القسم المطلوب.وعزز المالكي رأيه بعدم استجابة هذه الفئة من المراجعين للنداءات المتكررة من وزارة العمل الداعية إلى الاستفادة من الخدمات الإلكترونية المقدمة عبر الإنترنت، فرغم إتاحة جميع الخدمات عبر موقع الوزارة وما توفره لهم من عناء الحضور لمكاتب العمل فإنها لم تلق آذانا صاغية بالقدر المطلوب. وألقى المراجع سعد عابد باللائمة على بعض الموظفين الذين يؤخرون إنجاز المعاملات ويتسببون في تكدسها ناهيك عن المحسوبية التي تتدخل في إنهاء معاملات على حساب تعطيل معاملات أخرى ما يؤدي إلى زحام أصحابها في صالات الانتظار فضلا عن إعطاء نظرة سلبية عن المجتمع مطالبا المسؤولين باختيار موظفي الإدارات التنفيذية التي لها علاقة بالجمهور من ذوي الكفاءات والتعامل الحميد مع المراجعين، والتأكيد عليهم بإنهاء إجراءات معاملات المواطنين دون وضع العقبات أمام تلك المعاملات. وطالب المواطن سالم العمري وزارة العمل بتقديم المزيد من الخدمات الإلكترونية التي تخدم المراجعين من خلال تقديم طرق أفضل لتنظيم الحضور، وتقديم الخدمة، وترتيب انتظار المراجعين باليوم والتاريخ مشيرا إلى أن الاصطفاف والزحام لازال يسيطر على سلوك المراجعين الذين يحضرون إلى المكتب منذ الساعة الخامسة فجرًا، وتتم الخدمة بشكل غير منتظم، ويجلسون حسب أسبقية الحضور على كراسي انتظار من جانبها أوضحت مصادر في مكتب العمل بجدة أن وزارة العمل حرصت منذ فترة على توفير التقنية الحديثة في جميع مكاتب العمل المنتشرة في المملكة وتسعى يوميا على إضافة الجديد منها خاصة مع يتعلق المعاملات اليومية مع الجمهور بما يضمن خدمة المراجعين بشكل مناسب ومتطور مشيرا إلى أن جميع خدمات المكاتب العمل متوافرة عن طريق الإنترنت بطريق مباشر من بينها تغيير النشاط ونقل العملة بين فروع المنشأة.