أثارت وزيرة الاسكان الفرنسية الجديدة سيسيل ديفلو جدلاً في الاوساط السياسية والاجتماعية الفرنسية، بعد ظهورها مرتدية «بنطلوناً من الجينز» في أول اجتماع للحكومة الجديدة. وواجهت الوزيرة الشابة سلسلة من الانتقادات في مختلف وسائل الإعلام، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و»تويتر»، تتركز في عدم لياقة ارتداء ملابس لا تتناسب مع الموقع السياسي لعل أبرزها تعليق فاليري بيكريس وزيرة الموازنة والمتحدثة باسم الحكومة السابقة بقولها «ارتداء الجينز في مجلس الوزراء يعطي انطباعاً بعدم احترام مؤسسات الدولة». *** وظاهرة التبسط في الزي والمظهر كانت أحد إفرازات الانتفاضة التي عمت بعض أركان المنطقة العربية إذ انتشرت بشكل مكثف بين كبار السياسيين في مصر على وجه الخصوص، خاصة بين الطامعين في الوصول إلى كرسي الرئاسة المصرية. فقد تخلى الكثير منهم عن الشكل الرسمي المعروف للسياسي المصري ببدلته الكاملة ذات الثلاث قطع بربطة العنق الأنيقة حتى في أشد المواسم حراً وقيظاً. وكان أبرز هؤلاء هو الفريق أحمد شفيق الذي خرج ب»بلوفر» حيكت حوله كثير من الطرف والنكات، بل أنشأ بعض الشباب صفحة ساخرة على الفيس بوك عن بلوفر أحمد شفيق أطلقوا عليها «بلوفر شفيق»؟! *** وإذا كان عمرو موسي، وهو أحد أساتذة الدبلوماسية المصرية وعميدها الحالي، قد تعمد الظهور في حملاته الانتخابية وفي لقاءاته مع الناخبين بشكل بسيط تخلى فيه عن ربطة العنق و»السيجار» المشهور، وذلك تقرباً من الناس، وليظهر أكثر قرباً من أفكار ثورة 25 يناير .. وأقرب تمثيلاً لشباب الثورة، فلا زلت أذكر كيف كان الأستاذ حمدي قنديل يقدم أقوال الصحف في التلفزيون المصري في الستينيات بأسلوب مميز ومختلف وبشكل آخر تخلى فيه عن الشكل الرسمي لمذيع التلفزيون الحكومي وخرج دون ربطة عنق فكان هو أول مذيع في تلفزيون الدولة الرسمي يظهر بقميص مفتوح دون الشكل التقليدي المعروف عن مذيعي التلفزيون آنذاك. *** المختصر الذي نخرج به من كل هذا هو أن اللبس والمظهر قد لا يكون الأساس في الحكم على الشخص، فاللباس لا يصنع الشخص .. لكن الشخص يصنعه عقله وتفكيره وسعة أفقه وحسن اطلاعه على العالم من حوله. لكن ليس هناك بالطبع عداء بين جمال المظهر والهندام وجمال المخبر. أما الأهم فهو أن لكل مكان لباساً لائقاً به. فلا يمكن أن تدخل دار الأوبرا بلباس السباحة أو بقميص النوم. وكما أن «لكل مقام مقال»، فإن «لكل مكان لباس»!! نافذة صغيرة: [عندما تكون ممثلا للشعب الفرنسي يجب عليك أن تفرق بين ملابس اجتماع مجلس الوزراء وملابس عطلة نهاية الاسبوع.] نادين مورانو – وزيرة فرنسية سابقة [email protected]