«تعرف فلان؟.. أعرفه. هل رأيت ملفه؟.. لا. يعني لا تعرفه». «نظراً لغياب أمن الدولة نرجو من السادة المواطنين تشكيل لجان لتعذيب أنفسهم حتى استقرار الأوضاع والله الموفق». «وفاة مباحث أمن الدولة بإسفكسيا الخنق بعد ابتلاعه لفافة من الوثائق المفرومة». «للمصريين: لا ترموا الأوراق التي فرمها النظام... لدينا أفضل فريق في العالم لإعادة ترميم هذه المستندات». بهذه الجمل الساخرة تستقبلك صفحات على موقع «فايسبوك» بعنوان «فضائح وتسريبات أمن الدولة» و»أمن دولة ليكس» على شكل «ويكيليكس» وغيرها. وأنشأ عدد من الشباب المصريين هذه الصفحات داعين من خلالها إلى تجميع المستندات التي وقعت بأيدي البعض أثناء أحداث الفوضى وحرائق مباني أجهزة أمن الدولة في عدد من محافظات مصر. يأتي ذلك، في الوقت الذي يشهد جهاز أمن الدولة، حال انهيار تمثلت في عمليات حرق وفرم للأوراق والمستندات المهمة في مقار الجهاز المنتشرة في أنحاء مصر. وقال القيّمون على الصفحة الأكبر، والتي تضم الآن أكثر من 23 ألف عضو وحملت شعار «ويكيليكس»، إن الصفحة أُنشِئت لتجميع الملفات والأخبار والصور كافة التي تنشر على شبكة «الإنترنت»، وطرحها في مكان واحد لمن يريد الاطلاع عليها. ووجهوا رسالة إلى الأعضاء في الصفحة، طالبوا فيها بإرسال كل ما يقع في أيديهم من وثائق لأمن الدولة إلى الصفحة لنشرها. لكنهم شددوا على عدم نشر تلك الوثائق التي تتعلق بالأمن القومي: «لن ننشر هنا أي وثيقة يمكن أن تضر بلدنا». وطلبوا من الأعضاء في هذه الحالة تسليم الوثائق بشكل مباشر إلى الجيش أو النيابة العامة أو النائب العام. ودعا مجلس الوزراء عبر صفحته على موقع «فايسبوك» المواطنين إلى تقديم أي مستندات بحوذتهم من التي كان يملكها قطاع مباحث أمن الدولة، طالباً تسليمها إلى الجيش في أسرع وقت، وعدم نشرها على الإنترنت للحفاظ على سرية ما تحويه من معلومات. وهناك عدد من الصفحات تناهض نشر الوثائق، وتقول: «لا لنشر وثائق أمن الدولة»، على اعتبار أن بينها الحقيقي والمفبرك، وقد تستخدم للضغط والإكراه. وفيما طالب عدد من الشباب على «فايسبوك» باحترام خصوصية الأفراد أولاً، وطلبوا في الوقت نفسه أن تُحفظ تلك الملفات في متحف قومي «لكي لا ننسى ونعتبر». وأثارت كنزات رئيس الوزراء المستقيل أحمد شفيق، السخرية على موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر» و»فايسبوك»، ومن ذلك «الشباب قال كلمته في ميدان التحرير: لن أعيش في بلوفر أحمد شفيق... بلوفر شفيق لازم يتحاكم... اشمعنى أمن الدولة يحرق المستندات بمجرد رحيل كنزة شفيق، ولماذا البلوفر لم يتخذ الإجراءات للحفاظ على المستندات... من الآخر البلوفر ده جه علشان يتستر على جرائم النظام». وهناك تساؤلات وتعليقات مثل: «مصير البلوفر إيه دلوقتي... يا ترى دخل الدولاب مش طالع تاني ولا بيعمل غسيل ومكوى وحيطلع أحسن من الأول... الحمدلله لن أعيش في بلوفر شفيق، خبر عاجل: ضياع بلوفر شفيق والمطلوب البحث عنه». وجذبت تلك الصفحات أعداداً هائلة للتعليق على الكنزة، إلا أن البعض اعتبرها غير لائقة، ومن أكثرها فكاهة: «لم أكن يوماً طالباً لبلوفر وليس هذا من طبعي... سأعمل خلال الأشهر الباقية من رئاستي للانتقال السلمي للبدلة»، في إشارة إلى الخطاب الثاني للرئيس السابق حسني مبارك في الأيام التي سبقت تخليه عن السلطة تحت ضغط الثورة. وهناك تعليقات أخرى تنمّ عن عدم تصديق المصريين كلام شفيق: «أسمع كلامك أصدقك، أشوف بلوفرك استعجب... لا لاستبدال البدلة بالبلوفر... وثائق صوفي ليكس تكشف تورط شفيق في صفقة بلوفرات... البائعون وكل المحلات التجارية: معتصمون عن بيع البلوفرات حتى يستقيل شفيق». وفي إشارة إلى المسيرة التي انطلقت قبل أسبوعين من مسجد مصطفى محمود في ضاحية المهندسين بعنوان «إحنا آسفين يا ريس»، و»مسيرة رد الجميل» والتي رعاها أعضاء الحزب الوطني، انتشرت جمل ساخرة على «فايسبوك» أيضاً مثل: «عاجل التلفزيون المصري الآن: مسيرة مليونية تردد: إحنا آسفين يا بلوفر... البس اللي أنت عايزه يا شفيق». وفي إشارة إلى خطاب مبارك الذي قال فيه: «لم أكن أنوي الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة». وحول نية عمرو موسى الترشح للرئاسة: «عاجل: موسى يطمع في كنزة شفيق، وشفيق يرفض التخلي عن البلوفر معلناً تمسكه به حتى آخر فتلة». وامتدت التعليقات لتشمل الزعيم الليبي معمر القذافي: «معاً للحفاظ على القذافي كتراث إنساني، القذافي يغير علم ليبيا إلى علم أزرق مكتوب عليه: العين صابتني ورب العرش نجاني، نبأ عاجل: القذافي لن أتنحى حتى أسدد أقساط التوك توك، سائقو التوك توك يشكرون العقيد بعد أن ظهر مرتين كإعلان مجاني». ومن بينها أيضاً: «اللي مش بيكتبوا عندي كومنت... ستندمون حين لا ينفع الندم. من أنتم؟ سأبحث عنكم وأفتش عليكم واحد واحد على فايسبوك... دقت ساعة الديليت... دقت ساعة البلوك... الله أكبر لا رجوع... إلى الأمام إلى الأمام»... و»خبر عاجل: قناة الجزيرة تعتذر عن بث خطاب القذافي، إذ إن حقوق الملكية للخطاب مخصصة لقناة «كوميدي»، «وشعار المتظاهرين في ليبيا: الشعب يريد تفسير الخطاب».