وقعت معركة اليرموك في 5 رجب سنة 15ه وقعت على نهر اليرموك بعد أن قررت الجيوش الإسلامية الانسحاب من الجابية إلى اليرموك بعد تقدم جيش الروم نحوهم. تولَّى خالد بن الوليد القيادة العامة للجيش بعد أن تنازل أبوعبيدة بن الجراح. كانت قوّات جيش المسلمين تعدّ 41 ألف مقاتل في حين كانت جيوش الروم تبلغ 300 ألف مقاتل. لقد بدأت المعركة بهجوم كاسح من قوّات الرّوم فزحف خالد بفرسانه دون أن يقاتل منتظرًا السّاعة المناسبة للهجوم وفعلا قام بمهاجمة الرّوم بعد أن أنهكهم التعب واختلت صفوفهم. كانت معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية، وأبعدها أثرًا في حركة الفتح الإسلامي، فقد لقي جيش الروم- أقوى جيوش العالم يومئذ- هزيمة قاسية، وفقد زهرة جنده، وقد أدرك هرقل حجم الكارثة التي حلت به وبدولته، فغادر المنطقة نهائيًا وقلبه ينفطر حزنًا، وقد ترتب على هذا النصر العظيم أن استقر المسلمون في بلاد الشام، واستكملوا فتح مدنه جميعًا.