حذر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء من تتبع عورات الناس والسعي فى نشر عيوبهم وتشويه سمعتهم وإلفاق التهم إليهم وهم براء منها مشيرًا إلى أن بعض الناس يطبلون للشر ويبحثون عن كل وسيلة لنشر الفرقة والكراهية بين الناس. وقال سماحته فى لقائه الأول بالمسجد الحرام مع الزوار والمعتمرين ضمن الدروس الصيفية هذا العام: "الأخطاء فى الأقوال والأفعال ممكن من الجميع والمعصوم من عصمه الله لكن المؤمن عندما يبلغه خطأ من أخيه لا ينبغي أن يفرح بالخطأ عليه، محبة المسلم تقتضى ستر عورته وإقالة عثرته ومناقشته عن اخطائه والاتصال به والاستفهام منه فلعل ما نقل عنه كان خطأ ولعل الناقل أخطأ أو ساء فهمه وعبر بما لا يدرك معانيها أو غير ذلك". وقال المفتى: "المسلم لا يسره أخطاء المسلمين إنما يسره استقامة أحوالهم وصلاح أعمالهم وثباتهم على الحق. والخطأ يمكن تداركه ويمكن رفعه بالتباحث والتناصح وبذل الجهد وإزالة الأخطاء وتوضيح ما أشكل فلعل فى ذلك خيرا يقول تعالى: (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينًا وهوعند الله عظيم،،ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم). وقال: يروجون الشائعات الضالة (والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم). وأن الواجب على المسلم أن يستر عورة المسلم ويعتذر له إن كان الأمر ممكنا ويستكشف حاله إن كان جاهلا ويبين له وإن رد عليه وعلى مقالته فلا يكون بشماتة ولا انتقام ولا لتصفية حسابات ولكن رد محب همه إزالة الشر وتوضيح الحق ويدع عنه نوايا الناس ومقاصدهم فالله الذى يعلم خائنة الأعين وماتخفى الصدور. وقال المفتي العام الواجب على المسلم أن يفرج هم أخيه المسلم وينفس عليه وهذا من أعظم أسباب المحبة والمودة فإن صنع المعروف يقرب القلوب ويجعلها متقاربة متحابة فإن فعل الجميل يجعل القلوب متحابة متوادة، وعلى المسلم العمل على إزالة ما يعكر صفو المسلمين من حسد وغيبة ونميمة وكبر وتهم وتفريق كلمة وتشتيت صف والطعن فى الناس بأنواع الفسوق والفجور.