مرت سبع سنوات على مبايعة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- حفلت بالمنجزات، وارتقت فيها المملكة في مدارج التقدم والازدهار، وصارت مسيرة الخير شاهدة على جهوده السباقة في الرقي والبناء. إن هذه السنوات السبع التي مرت على البيعة امتداد لنهج الحكمة والحنكة والدراية والنظرة الصائبة والرؤية السديدة في التحديث، والشفافية، وتعزيز المواطنة، وتنفيذ خطط التنمية، ممّا أسهم -بتوفيق الله سبحانه وتعالى- في تحقيق العديد من المنجزات العملاقة. لقد عمق خادم الحرمين التمسك بثوابت المملكة، وأسسها الشرعية، وسار على نهج الملك المؤسس عبدالعزيز، وأبنائه الملوك السابقين -رحمهم الله- في تطبيق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وجعلهما دستورًا للحياة، ومنهجًا لتحقيق الرقي للوطن والرفاه للمواطنين. لقد أولى -حفظه الله- الحرمين الشريفين جل اهتمامه، إيمانًا منه بشرف خدمتهما، حيث مهوى قلوب المسلمين، ومقصدهم وأشرف بقاع الأرض، فأثمر هذا الاهتمام العديد من المشروعات الكبرى في المسجد الحرام بمكةالمكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة. كما حرص -أيده الله- على راحة الحجاج والمعتمرين والزوار، وذلل السبل ليؤدوا مناسكهم في راحة وسكينة وأمن واطمئنان، وأقام عددًا من المشروعات العظيمة في المشاعر المقدسة، ومن أهمها توسعة المسعى، وتوسعة جسر الجمرات، وإيجاد قطارات حديثة تسهل تنقل الحجاج. لقد شهدت المملكة في مجال الاقتصاد والتنمية منجزات كبرى، ظهر ذلك بوضوح في الميزانية العامة للدولة التي تحفل كل عام بالمبالغ الكبيرة المخصصة لمشروعات البناء والتنمية، وفي المدن الاقتصادية الكبرى، وفي الجامعات العديدة في أنحاء المملكة، وفي إنشاء أكبر جامعة في العالم الإسلامي للعلوم والتقنية. كذلك حرص خادم الحرمين على وحدة الأمة الإسلامية، والتكامل والتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، ودعوته لهم للانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد، مما يحقق لها القوة والمنعة والمزيد من التقدم الحضاري. ولقد ظهر من خلال العلاقات الخارجية للمملكة أنموذج السياسة المتزنة التي تنبئ عن شخصية خادم الحرمين السياسية وحنكته القيادية، وبرز حضوره القوي والمشرف في المحافل الدولية، وجاءت زياراته العديدة للدول العربية والإسلامية والصديقة لتوثق الروابط الدينية والأخوية، ولتفتح أوسع الأبواب للمحبة والأمن والسلام في العالم كله. وقد أدرك -أيده الله- أهمية الحوار وأثره في نشر الوعي والتعاون والتعايش بين الشعوب الإنسانية، فرسخ معاني الحوار ودعا إليه انطلاقًا من قول الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).لقد قدر العالم لخادم الحرمين مبادراته الإنسانية ومن ذلك علاج المرضى على نفقته وتحت إشرافه ومتابعته، كما قدر الجميع حرصه على مواساة المنكوبين والمتضررين من الحوادث والكوارث وتقديم الدعم لهم. وبمناسبة ذكرى البيعة، يشرفني رفع التهنئة لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي عهده الأمين وللشعب السعودي، سائلاً الله العلي القدير أن يديم ازدهار المملكة في ظل قيادته الحكيمة وسمو ولي عهده الأمين. عقيد مسعود فيصل العدواني قائد مدينة تدريب الأمن العام بمنطقة مكة المكرمة