أكد استشاري الرضاعة الطبيعية والعناية المركزة للأطفال الخدج دكتور همام قنديل أن أضرار الحليب الصناعي كثيرة ومتنوعة، رغم ما تشيعه الشركات المنتجة عن احتوائه على فوائد غير حقيقية.. وقال: إن أضرار الحليب الصناعي ثابتة ومعلومة طبيًا، حيث إن نسبة الوفيات بين الأطفال الذين يرضعون صناعيًا تفوق بأربعة أضعاف وفيات الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا، وأوضح أن الرضاعة الصناعية تتسبب في وفاة مليون ونصف مليون طفل أمريكي سنويًا، وأن نسبة الالتهابات والنزلات المعوية عند الأطفال الذين يرضعون صناعيًا أكثر ب20% من نظرائهم ممن يرضعون طبيعيًا، وأضاف: «الرضاعة الصناعية تؤدي إلى 200 نوع من الالتهاب، وتؤثر سلبًا علي السمع، وتسبب الضغط والسمنة والدراسات العلمية أثبتت أن معدل ذكاء الأطفال الذين يرضعون حليبًا صناعيًا أقل ب10 درجات. مضادة للالتهابات وبالمقابل أوضح د. قنديل أن لحليب الأم فوائد كثيرة علي عدد من المستويات، فبالنسبة للطفل أشار إلى أن حليب الأم يحتوي على نوع من الخلايا الحية مضادة للالتهابات وهي غير موجودة بالحليب الصناعي ولا يمكن تصنيعها، أما فيما يخص الأم وعلي عكس ما يعتقد خطأ فإن الرضاعة الطبيعية تساعد علي إنقاص وزن الأم بعد الولادة، وتحميها من الأمراض السرطانية وخصوصًا سرطان المهبل، وهناك فوائد تعود على المجتمع وعلى رب الأسرة، فمع الرضاعة الطبيعية تنتفي الحاجه إلى شراء الحليب الصناعي وبالتالي الرضعات البلاستيكية مما يقلل من المصاريف، ويساهم في التخفيف من تلوث البيئة نتيجة لمخلفات علب الحليب الصناعي والرضعات البلاستيكية. ومن المفارقات كما يقول د. قنديل أن الأم المتعلمة أكثر عرضة للخداع بالمعلومات المضللة التي تقدمها دعايات الحليب الصناعي، من زيادة ذكاء الطفل أو قدرة حواسه السمعية والبصرية، شارحًا السبب خلف ذلك بالقول: «يعود ذلك إلى أن الأمهات المتعلمات أكثر قراءة للصحف والمنتديات على الإنترنت والتي تبرز الدعايات المخادعة للحليب الصناعي، وتزرع أفكارًا سلبية خاطئة عن الرضاعة الطبيعية». أفكار خاطئة وأشار د. قنديل إلى وجود أفكار خاطئة في الثقافة العامة عن الرضاعة، وبين أن نتائج إحدي الدراسات أظهرت أن 75% من الجدات ينصحن بناتهن بإرضاع أطفالهن حديثي الولادة مرة واحدة يوميًا من الحليب الصناعي، وقال: «أنا أؤكد بالأدلة العلمية ومن واقع خبرتي أن من تتبع هذه الإرشادات فسيجف الحليب في صدرها خلال شهرين أو ثلاث علي الأكثر، وأضاف: «فالطفل مع الوقت سيتعود علي الحليب الصناعي وسيبتعد عن صدر أمه، وهناك مادة في الصدر تخفف من إنتاج الحليب كي لا يحدث احتقان نتيجة تجمعه بسبب أن الطفل لا يرضع من والدته». وعزا د. قنديل تفضيل الأطفال للحليب الصناعي إلى حلاوة طعمه مقارنة بحليب الأم، بالإضافة إلى أن الرضاعة من الرضاعة الصناعية أكثر سهولة، يقول: «حليب الأم متغير الطعم فأحيانا يكون حلوًا وأحيانًا يحتوي على دهون تغير طعمه لكنه مفيد جدًا، على عكس الحليب الصناعي الضار على صحة الطفل». احتياج الطفل ونفي د. قنديل احتياج الطفل لأية مواد غذائية إضافية خلال ال6 أشهر الأولي بعد الولادة عدا حليب أمه، مؤكدًا أن اليانسون والكراوية والميلوبا وغيرها من المواد الغذائية، بل وحتي الماء لا يحتاج إليها الطفل، وأوضح أن المصاصة واللهاية تسهم في عزوف الطفل عن الرضاعة من صدر أمه. وعن ماء الأطفال الذي يباع في الصيدليات قال د. قنديل بأنه لا يختلف عن الماء العادي، وأنه يحوي جراثيم، أثبت العلم أن إصابة جسم الطفل بإحداها لا يزيل آثارها الضارة إلا رضاعته طبيعيًا لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.