ما يحدث في سوريا لا يثير الشجون والأحزان فحسب، لكنه أيضا يثير المخاوف ويطرح عشرات التساؤلات، حول علاقة بعض الحكام بدولهم، حيث يقتضي المنطق وتنص الدساتير، ويقسم الرؤساء لدى تسلمهم مهام الحكم، على الحفاظ على وحدة التراب الوطني وسلامته، وعلى احترام الدستور والدفاع عن حقوق المواطنين، في كل ما سبق حنث الرئيس الليبي السابق معمر القذافي بيمينه، فلم يحافظ على حياة مواطنيه وانما استهدفتهم طائراته وصواريخه بالقتل، ولم يحافظ على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، وإنما زج بها في أتون حرب أهلية أتت على الأخضر واليابس، فيما راح ابنه يهدد الشعب عبر خطاب متلفز وبكل "وقاحة" بأنهم في حال أصروا على الثورة للإطاحة بحكم أبيه، فلن تترك لهم عائلة القذافي لا أموال ولا نفط ولا حقوق ولا حتى أوطان. ما قاله الساعدي القذافي من أنه :"إما نحن وإما الطوفان" هو.. هو ذات الشىء الذي يفعله بشار الأسد وعائلته وزمرته في سوريا، فكل رهانات النظام على مدى خمسة عشر شهرًا منذ اندلاع الثورة، قامت على مقولة "إما نحن وإما الفوضى والحرب والقتل والموت وتقسيم سوريا". وما يجري الآن على الأرض يقطع بجدية تهديدات النظام السوري لشعبه، حيث يجري استحضار "القاعدة" من العراق بعدما أسستها ومولتها ومكنت لها سوريا، فيما يجري اختراع بعض المنظمات الورقية التي تعلن مسؤوليتها عن بعض التفجيرات في بعض المنشآت، ضمن خطة ل"شيطنة الثورة" وتكفير الشعب السوري بها. مخططات النظام السوري وصلت لبنان، في سياق عملية توسيع مسرح الفوضى الإقليمية، والتلويح بقدرة النظام السوري على تحريك عناصر الطابور الخامس في الإقليم وخارجه، للقيام بعمليات تستهدف تقويض الأمن والاستقرار، وحرف الأبصار بعيدًا عن مشاهد جارية وأخرى يجري التخطيط لها داخل سوريا للإجهاز على قوى الثورة. الأوضاع المؤلمة التي يعيشها الأشقاء من أبناء الشعب السوري تحت وطأة آلة حرب جرى بناؤها بأموال السوريين ويجري استخدامها الآن لقتلهم وترويعهم، هذه الأوضاع غير قابلة للاستمرار، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك لإنقاذ شعب كل جريمته أنه جرؤ على المطالبة بحقوقه، أوسعى لامتلاك حرية الشكوى، فاستكثرها النظام السوري عليه.