أكد خطيب جامع العناني الشيخ على بن عايض القرني يوم أمس في خطبتي الجمعة أن المشعوذين والدجالين يفسدون دينَ وعقيدة المرضى، داعيًا إلى وجوب أن يتوجَّه الجميع إلى الله بالطلب والدعاء والتضرّع والرجاء والمسألة والنداء. وقال: إن حديث إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور حديث موضوع وهو كذبٌ على الله وكذبٌ على نبيِّنا صلى الله عليه وسلم. فمن اعتَبر بمخلوقاتِ الله الدالّة على ذاته وصفاتهِ وشرعِه وقدرِه وآياته لا يتعلَّق قلبه بأموات، ولا يرجو نفعًا أو يخشى ضرًّا من رُفات، بل يعلّق قلبه بمولاه الذي لا يكشف ضرَّ المضرورين سواه. ومن فهم ما في هذه المخلوقاتِ منَ الحكم الدالّة على عظمة الخالق وقدرته ورحمته وحِكمته لم يلجأ عند مرضِه وشدّته إلى ساحرٍ أو كاهن أو مشعوِذٍ أو دجال يفسد عليه دينَه وعقيدته، ولم يتعلَّق قلبه بحِلقٍ يلبسها أو خيوطٍ يربطها أو تمائم يعلِّقها أو شاةٍ للجنّ يذبحها، بل يتوجَّه إلى الله بالطلب والدعاء والتضرّع والرجاء والمسألة والنداء؛ لأن الله هو النافع الضار، ومن تمكَّن وَقارُ الله وعظمَته وجلاله من قلبه لم يجترِئ على معاصيه، ولم يتوثَّب على مناهيه، وكيف يقدره حقَّ قدره ويعظِّمه حق تعظيمه ويوقره حقَّ توقيره من هان عليه أمره فعصاه وحقُّه فضيَّعه وتناساه وقدَّم على طاعةِ ربِّه هواه وآثر الدنيا على طلب رضاه؟! يستحي من الناس ولا يستحي من الله، ويخاف من نظرِ المخلوقين ويستخفّ بنظر الله، ويخشى الناسَ ولا يخشى منَ الله، ويطيع المخلوقين في معصيةِ الله الذي لا يستحقّ كمالَ التعظيم والإجلال والتألُّه والخضوع والذلّ سواه.