باتت الموروثات الشعبية في منطقة الباحة مثل العرضة واللعب والمسحباني والمجالسي وشعر النظم والمحاورة وطرق الجبل والكثير من الفنون الأخرى هي الأكثر جذبًا لشباب اليوم من الفنون الحديثة التي تزدحم بها الفضائيات.. كذلك أصبح شعراء العرضة أكثر نجومية من فناني الفيديو كليب، حيث يتداول الشباب تسجيلاتهم وأشهر مساجلاتهم وقصائدهم. ومن بين العديد من الفنون التي تذخر بها الباحة تعتبر العرضة هي أبرز الألوان الشعبية التي يهتم بها أبناء المنطقة، وخصوصًا مع وجود شعرائها المعروفين. حيث أصبح للعرضة اهتمام خاص بين أبناء الجيل الحالي، ولم يقتصر ذلك على حدود منطقة الباحة بل تجاوزتها إلى كافة مناطق المملكة، خصوصًا بعد أن أصبحت الفنون الشعبية أحد أقسام جمعية الثقافة والفنون. واستغل الشباب من هواة تلك الفنون جميع التقنيات الحديثة من أجل تقديم الفنون الشعبية في قالب جميل يرضي جميع المشاهدين، فافتتحت الاستديوهات وبثت القنوات التي تعرض للمشاهد جميع الألوان الشعبية المحببة لديهم، حيث يقول سعد الزهراني أحد عشاق هذا النوع من الفنون: كانت فنون الماضي مقتصرة على القرى، حيث تقام في المناسبات والأفراح وكذلك في الأعياد ولم يكن لها ضوابط معينة، فالكل يشترك في هذا الفن القديم. ولكن بعد أن أقيمت جمعية خاصة للفنون كان هناك اهتمام خاص بها. ويقول فيصل الغامدي أصبح للفنون الشعبية جمهور كبير بين شباب اليوم، حيث أصبحت محطة تعارف بين أطياف المجتمع، كما أصبح لها وجود في كثير من المناسبات والاحتفالات والفعاليات التي تقام في المنطقة، وخير دليل على الاهتمام بها هو مشاركة الفنون الشعبية بجميع ألوانها في مهرجان الجنادرية الذي يقام كل عام بالعاصمة الرياض. ويقول ماجد الزهراني: إن التفات الشباب إلى الفنون الشعبية دليل على تطورها، فاحتضان جمعية الثقافة للفنون الشعبية أكسبها تطورًا وتميزًا وتنظيمًا حتى أصبحت على رأس الفنون التي يهواها شباب المنطقة حاليًا. ويرى تركي الزهراني أن الفنون الشعبية كانت تقام في الماضي في مناسبات مختلفة كالزواج والاحتفاء بمقدم الضيوف والأعياد وعقد القران والصلح في الخلافات القبلية أوالفردية، أما في الوقت الحاضر فأصبح لها مقر خاص وكذلك أصبحت تتبع وزارة الثقافة والإعلام مما أدى إلى تطويرها والاعتناء بها وجذبت نخبة من الشباب الذين يجيدون العرضة وغيرها من الألوان الشعبية. ويقول محمد الحسني وعبدالعزيز صالح الزهراني: إن العرضة أصبحت تحتل المساحة الأكبر في كافة المناسبات والاحتفالات ثم يأتي بعد ذلك المسحباني وفن اللعب. وقد تستخدم بنادق البارود في العرضات الشعبيه والمداقيل. أما خالد الزهراني فهو من المهتمين بمتابعة الفنون الشعبية حيث يحبذ مشاهدتها دائمًا سواءً عن طريق التلفاز أوالحضور في الاحتفالات، فيشيد بما تقدمه فرق الفن الشعبي بمنطقة الباحة سواءً في المشاركات الداخلية أوالخارجية.