أشار عدد من أهالي منطقة الباحة إلى أن مختلف الفنون الشعبية اندثرت واحتفالات العيد قد انحصرت في محافظة واحدة، وأن أيام العيد اختلفت في الحاضر عما هو في الماضي، حيث كانت الاحتفالات الشعبية حاضرة معهم من أول أيام العيد وحتى اليوم الخامس الجميع يؤدون العرضة الشعبية وسط احتفالات غامرة. اما في عصرنا الحالي فقد اختلف الوضع كثيرًا من حيث اداء العرضة الشعبية. يقول سعيد الزهراني الموروثات الشعبية في منطقة الباحة مثل العرضة واللعب والمسحباني والمجالسي وشعر النظم والمحاورة وطرق الجبل والكثير من الفنون الأخرى وهي الأكثر جذبًا في الماضي وكنا نقوم باداء العرضة لمدة ثلاثة أيام ولكل يشارك من جميع ابناء القرية كبيرهم وصغيرهم وكان كل قرية تجتمع في موقع معين ويبدأ الشعراء في ذكر العيد واهمية التواصل بين الاقارب وكانت العرضة تدل على قوة التلاحم والتواصل بين الجميع واظهار الفرح في هذه المناسبة المباركة وكان كبار السن يبدعون في براعة متقنة في هذا الموروث مما يزيد البهجة والسرور من الحاضرين. ويؤكد ساعد الزهراني أن فنون الماضي كانت مقتصرة على قرى المحافظات حيث تقام في المناسبات والأفراح وكذلك في الاعياد ولم يكن لها ضوابط معينة، فالكل يشترك في هذا الفن القديم. وكان للعيد تعبير خاص حيث يجتمع أهالي القرية أو القرى المتجاورة من الرجال ويؤدون العرضة الشعبية في محيط القرية، يشارك فيها الصغير والكبير يتقدمهم كبار السن والأعيان، ويحييها الشعراء الشعبيون إلا أنه في السنوات الأخيرة توحدت الفرحة في حفل شعبي منظم شبه رسمي، ترعاه إمارة المنطقة وتشرف عليه أمانة المنطقة وتنفذه جمعية الثقافة والفنون، وتؤديه الفرق الشعبية الرمزية ومنها فرقة الدرعية التي تؤدي العرضة السعودية، وكذا فرقة الدواسر وتشارك الجاليات المقيمة بما لديها من الفنون الشعبية لبلدانها. وفي ذات السياق يشير علي محمد الغامدي إلى أنه عادة ما يتنامى إلى أسماع أهالي القرى أصوات ترتفع بالأهازيج ودقات الطبول تردد صداها الجبال والشعاب والوديان في الماضي فرحا بالعيد، وفي الغالب يكون هناك أكثر من مصدر ومكان عندئذ يعرف الناس أن ثمة عرضة وهي أنواع كثيرة إلا أن أبرزها ثلاثة: العرضة، المسحباني، واللعب، في العرضة تنتظم صفوف الرجال في شكل دائري أو قوس، في أياديهم السيوف أو الجنبية أو عصا أنيقة، يقف الرجال ويبدأ الشاعر بأبيات شعر لا تخلو من الحكمة والبلاغة ثم يردد العارضون آخر بيت في البدع يقفزون برشاقة وبخطوات متناسقة وبإيقاع واحد منسجم، وينشد شاعر آخر يقارع به زميله الحجة والحكمة والبلاغة في مبارزة شعرية تتخللها دقات الطبول ثم توقفها ثم معاودتها مرة أخرى تقابلها قفزات وحركات الأيدي الملوحة بالسيوف (والجنبية) اللامعة ومع الصفوف المتراصة تكون الأحزمة الذهبية المزخرفة المربوطة تلف خصر العراضة لوحة في غاية الروعة والجمال. ويشير جمعان الزهراني إلى انه في الوقت الحاضر فقد انحصرت فرحة الجميع في يوم العيد في زيارة الأقارب فقط، ويفضل البعض بقاء الأسرة في المنزل بعد زيارة الأقارب. أو اتخاذ خيار السفر إلى احدى المدن القريبة. ويقول احمد علي: عندما اندثرت الموروثات الشعبية في السنوات الاخيرة طالب عدد من ابناء المنطقة اقامة احتفالات في كل محافظة، ولا يقتصر الأمر على حفل واحد لمنطقة حتى تعم الفرحة أرجاء المنطقة ويستمر لمدة ثلاثة أيام.